حمد بن عبدالله القاضي
** أكثر من شخص قادم من مكة قال لي: إن الازدحام الشديد في الحرم الشريف والمنطقة المركزية يشعرك وكأنك بالحج أو العشر الأواخر من رمضان! وأضاف: أبواب الحرم تغلق أحياناً قبل الصلوات بوقت طويل لامتلاء الحرم؛ ولذا يصلي الناس ليس بالمنطقة المركزية فقط، بل في الشوارع المحيطة. والإشكالية الأكبر عندما يخرج الناس من الحرم؛ فالزحام على أشده داخل الحرم وعند الخروج من الأبواب والمنطقة المركزية مما يخشى معه - لا سمح الله - حصول تدافع شديد، يشكّل خطورة.
إنني أتفق مع هؤلاء الإخوة، وأضيف: إن الأعداد الكبيرة التي لا يستوعبها المكان تؤثر على الوضع الصحي والخدماتي والنظافة؛ فهي تقلص من أثر الخدمات الجليلة التي تقدمها الدولة؛ فمع الازدحام الشديد يصعب أداء الخدمات للمعتمرين على الوجه المطلوب، فضلاً عن الأخطار. والأهم من ذلك فقد السكينة المطلوبة شرعاً عند الصلاة أو قراءة القرآن أو في الطواف والسعي، ناهيكم عن غلاء السكن بعد أن أصبحت كل الأشهر موسماً.
من ملاحظتي وجدتُ أن السعوديين والمقيمين بالمملكة والمعتمرين من الدول التي تعمل تنظيماً جيداً لمعتمريها عند قدومهم وإقامتهم وتنقلهم، كدول الخليج ودول جنوب شرق آسيا، لا إشكال منهم، وهم أعداد محدودة إذا قارنتها بغيرهم. أما السعوديون والخليجيون تحديداً فهم لا يبقون عندما يأتون للعمرة إلا أياماً محدودة، لا تتجاوز يومين أو ثلاثة إلا ما ندر.
إن الإشكالية والسلبيات من بعض القادمين من الخارج، ومن بعض الدول تحديداً؛ فهؤلاء - لسكنهم البعيد - يجلسون أوقاتاً طويلة بالساحات، وينامون بالحرم؛ فلا يجد المصلون والقارئون والمتعبدون أماكن لهم داخل الحرم!
إن المشكلة واضحة، وسبق أن كتبتُ عنها أنا وغيري. إنها تتلخص في: زيادة الأعداد عن سعة المكان.
لقد حان تحديد أعداد المعتمرين لتقليص الزحام ولتقليص السلبيات والأخطار. وعذرنا واضح وضوح الشمس: عدم استيعاب المكان، والحفاظ على سلامة الجميع. ويتبع ذلك تقليص مدة تأشيرة العمرة، وهي سنة، بحيث يتم تعديلها من نصف شهر إلى أسبوع. ويجب ألا ننظر هنا لرغبات التجار المنتفعين الذين تهمهم الأرباح، ولا تعنيهم السلبيات التي تنتج من الكثرة. وبحمد الله، المملكة لا تأخذ أي رسوم أو ضرائب حتى نقول يستفيد اقتصادنا.
إنني أتوجه لسمو رئيس اللجنة العليا للحج والعمرة، الأمير الحكيم محمد بن نايف، للنظر فيما طرحته. وأثق أن سموه بحرصه على ما يحقق المصلحة والسلامة للمعتمرين سيحظى موضوع تحديد أعداد المعتمرين وتقليص تأشيرة العمرة باهتمامه من أجل تقديم الخدمات الأمنية والصحية والبلدية على الوجه المطلوب إذا كانت الأعداد معقولة. أما مع الكثرة فيصعب ذلك و»الكثرة تغلب الشجاعة» كما يقول المثل.
=2=
مركز الحوار الوطني..
الشباب وتوظيف التقنية
** أي جهة تريد أن تحقق أهدافها عليها أن تصل لفئات المستهدفين بمواقعهم. وقد أحسن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عندما وظّف التقنية ممثلة بمواقع التواصل للوصول إلى فئات الشباب؛ إذ نظم مسابقة للأفلام القصيرة، يتم عرضها باليوتيوب؛ لتكون أمام أنظار الشباب في شبكة الإنترنت. وقد حظيت الفكرة بتجاوب كبير، ووصلت للمركز عشرات الأفلام طارحة المضامين التي حددها المركز: التسامح، التعايش الانتماء للوطن، سماحة الدين ومكافحة التطرف. وقد فازت خمسة أفلام قصيرة، أنتجها شباب سعوديون؛ أبدعوا بعملهم.
وأقام المركز حفلاً موفقاً لتكريم المشاركين والفائزين، وتم عرض الأفلام الخمسة الفائزة التي شدت الحضور. وقد أشار معالي الأمين العام للمركز أ. فيصل المعمر بكلمته للتفاعل الكبير الذي لقيته هذه المسابقة مما سيجعل المركز يستمر فيها ويطورها، كما ثمّن نائبه د. فهد السلطان الجهد الكبير الذي قام به المخرجون والمشاركون في إنتاجها.
مزيداً من تبني هذه المشروعات التي تتناغم مع الشباب ليتم الإفادة منها بخدمة رسالة المركز بترسيخ الانتماء والوحدة والتسامح، ونبذ الإرهاب بهذا الوطن.