رقية الهويريني
عادة، يتبع المخاض حالة ولادة سواء طبيعية أو قيصرية، ولكن في النهاية يولد طفل جديد ويأتي للدنيا مبتدئاً حياته بالبكاء وهو لا يدرك حينئذ ما ينتظره!
في كل يوم أعايش أوضاع الشارع السعودي المضطربة برباطة جأش، وصبر واحتمال باعتقادي أنه في حالة مخاض ما تلبث أن تسفر عن قدوم ذلك المولود الجديد الذي سنفرح به جميعاً! ولكنني أصاب بصدمة يومية وهو تأجيل الولادة وتعسرها! فوضع المرأة ـ مثلاً ـ يزداد سوءاً، والشوارع تغص بالسيارات والازدحام الشديد الذي يتخلله فوضى عارمة في قيادة السيارة وفي تنفيذ أبسط السياسات المرورية!
** فحين تقف في مقدمة السيارات أمام الإشارة الحمراء بانتظار إضاءة الإشارة الخضراء فإنك تبقى في حالة ترقب وخوف ووجل، ولديك المبرر التام في هذا التوجس، لأن إضاءة إشارة طريقك باللون الأخضر لا يعني سلامة عبورك إياه، بل لابد أن تنتظر برهة لانطلاق متهور قاطعاً إشارته بسرعة ورعونة غير مكترث بأحد ولا حتى بنفسه، ولعل كثيراً منكم قد شاهد هذا المنظر وقليلاً مارسه، في ظل هذه الفوضى المرورية التي لم تجد لها كابحاً، مما يشير لتعسر الولادة واستمرار حالة المخاض.
** لطالما كان التسوق يتعلق بالمرأة أكثر من الرجل، إلا أنه من المخيف حالياً الذهاب للأسواق الكبيرة بسبب التشكيك في عفاف المرأة وسبر نواياها، وملاحقتها من قِبل بعض المحتسبين الذين أطلقت لهم الحرية التامة بالتعامل الباطش معها، لدرجة تعرضها لإصابات، نتيجة المطاردات غير الحضارية لجنس لطيف ينبغي التعاطي معه برقّة، كما يحسن معالجة السلبيات ومعاقبة المتجاوزات من النساء قانونياً، وليس بحسب الهوى الذي يطيل في حالة المخاض الاجتماعي.
** بالرغم من سعي الحكومة لافتتاح مستشفيات ويعاضدها القطاع الخاص لتقديم خدمة علاجية متطورة، مع توفر التأمين الصحي لموظفي الشركات والمؤسسات الأهلية والأفراد، وانتشار الوعي الصحي لدى شريحة عريضة من المجتمع؛ إلا أنه لا يزال العلاج بالوهم متصدراً الساحة الاجتماعية بقراءة القرآن بالماء والزيت والرقية الشخصية، لاستخراج الجن ودحر العين وإبعاد السحر، وتساهم بعض القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي في ترسيخ مفاهيم خاطئة حول الطب والعلاج، مما يؤكد أن حالة المخاض قد طال أمدها ولابد من التدخل السريع.
لا بأس من حالة المخاض حين تحمل الأمل في رحمها، ولكن الخشية أن يولد الطفل مشوهاً أو ميتاً بعد المعاناة والتعب!