جاسر عبدالعزيز الجاسر
تشير المعلومات الواردة من اليمن أن معركة تحرير العاصمة صنعاء من الحوثيين والانقلابيين من جماعة الرئيس المعزول علي عبدالله صالح قد دخلت مرحلتها الحاسمة بعد تمكن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير مناطق مهمة في شرق العاصمة، حيث تمت السيطرة على فرضة نهم المجاورة لصنعاء والتي تعد مفتاح الدخول إلى شرق العاصمة.
وقوع فرضة نهم واستيلاء الجيش الوطني والمقاومة اليمنية على المعسكر الهام والكبير الذي حشد فيه الرئيس المخلوع قوات كبيرة أدى إلى حدوث انقسام كبير مزدوج؛ ففي الوقت الذي أدت هزيمة قوات علي عبدالله صالح في هذا المعسكر الذي كان يؤمّن سيطرة الانقلابيين والحوثيين على المدخل الشرقي للعاصمة، أدى إلى تبادل الاتهامات بين قادة جيش علي عبدالله صالح، ودفع بعضهم إلى الانشقاق والإفلات بجلده محاولاً استرضاء القيادة الشرعية للجيش الوطني للعودة إلى حياض الشرعية، أما الخلاف الآخر فحصل بين الحوثيين ومعسكر الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ يشتكي جيش صالح من أن الحوثيين تركوهم يواجهون مصيرهم في هضبة نهم مما أدى إلى سقوط أهم معسكراتهم التي كانت تؤمّن لهم السيطرة على العاصمة صنعاء، وهم يتهمون الحوثيين بأنهم قد عجّلوا دخول الشرعية إلى العاصمة، حيث سيكون مصيرهم الخروج من صنعاء خاصة بعد انضمام القبائل المحيطة بصنعاء إلى قوات الجيش الوطني والمقاومة التي صعَّدت من عملياتها النوعية وأحدثت توغلاً نوعياً في القوس الشرقي للعاصمة وهو ما دفع العديد من القيادات العسكرية التابعة لجيش الرئيس السابق إلى التقدّم إلى القيادة الشرعية للجيش الوطني والطلب منهم الالتحاق بالقوات المندفعة بقوة إلى العاصمة، وقد أدت هذه التطورات المتلاحقة إلى توجه العديد من شيوخ القبائل المحيطة بالعاصمة سواء في الشرق أو في الغرب إلى عدن أو مناطق وجود القيادات الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وطلب الانضمام إلى الشرعية اليمنية والبحث عن مخرج للمأزق الذي استشعرته هذه القبائل وأبناؤها بعد تأكدهم من قرب عودة الشرعية إلى العاصمة صنعاء، وفعلاً أعلنت قبائل بني حارث وأرحب وبني حشيش انضمامها إلى قوات الشرعية، وتخلّي هذه القبائل عن الانقلابيين والحوثيين يمهد الطريق إلى صنعاء ويجعل المنطقة الشرقية منطلقاً لتحرير العاصمة وخصوصاً بعد استيلاء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على معسكر نهم. وتقوم القيادة الشرعية باستقطاب القبائل التي تسكن في محيط العاصمة صنعاء لإكمال طوق الإحاطة بالعاصمة، وهناك معلومات مؤكّدة بأن القبائل التي كانت تحارب مع الانقلابيين وساعدتهم في بداية استيلائهم على صنعاء، بدأت تتخلَّى عنهم وتتوجّه إلى معسكر الشرعية خاصة بعد انضمام قبائل أرحب القوية وبني حارث إلى الشرعية.
انضمام القبائل المحيطة بصنعاء يجعلها مكشوفة تماماً أمام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وهو ما يقرّب موعد تحرير صنعاء من الحوثيين والانقلابيين.