فهد بن جليد
أكثر الوجوه التي تستحق الاحترام، هي تلك التي ظهرت عليها آثار تحمل (مصائب الدنيا) في سبيل (لقمة العيش) الحلال، والحياة الكريمة، هؤلاء لا يشتكون، ولا يئنون، تراهم صابرين مُحتسبين، طليقي المُحيا، يحاولون البحث عن لحظة سعادة تسليهم بعيداً عن (صكات بقعا) وهي محن الدنيا!.
ليس بالضرورة أن يكون هؤلاء من (كبار السن)، الذين يتذكرون مصاعب الحياة القديمة، وكيف نجحوا في تجاوز مشقاتها؟ في مجتمعنا اليوم نماذج (شابة) رائعة تستحق الإشادة، ممن خاضوا تجارب مريرة، وعاشوا حياة ضنكة، ولكنهم نجحوا في تجاوزها؟!.
هل بالغنا (بالنقد) الموجه نحو شبابنا؟ هل المجتمع قسى كثيراً على شبابه؟!.
كلنا نأمل أن يحقق الشباب طموحه، وأن يتغير حاله نحو الأفضل دوماً، ولكن علينا مراعاة أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية، والتحديات المُحيطة، مع شح الوظائف، وشدة المنافسة في سوق العمل .. إلخ، هي التي حدّت من قدرة الشاب اليوم، وهذا لا يُلغي بعض التجارب التي تستحق الاشادة من بينهم؟!.
لن أتحدث عن المواقف الوطنية لشبابنا، ولن أعرض قصص النجاح التجارية أو العملية، بل سأتوجه نحو تجارب اجتماعية عصامية خاصة، لشباب عاديين وجدوا أنفسهم (أيتاماً) في مواجهة (الدنيا) بعد رحيل عائلهم وسندهم، فماذا يا ترى هم فاعلون أمام مسؤولياتهم الحتمية، عن إخوتهم وأهليهم؟!.
معظم شبابنا ممن تقلدوا (شارة القيادة) قصراً، كانوا في الموعد، وحولوا العوائق إلى نجاحات، وخاضوا التجربة العصامية بكل رجولة وأمانة، لأنهم ببساطة (شعروا بالمسؤولية) فرغم الصعوبات والتحديات وخذلان الأنظمة والمجتمع (غالباً) إلا أنهم مختلفون، رسموا طريق النجاح، وقادوا بيوتهم نحو الفلاح، يستحقون الإشادة حتى تكون قصصهم (مُلهمة) للآخرين!.
تدرون أين السّر في هذه المعادلة (بعد توفيق الله ورعايته) وجهود الخيِّرين في بلادنا؟!.
هو في (الثقة)؟ و(الشعور بالمسؤولية)، وهما أهم ما يحتاجه الشباب في أي مهمة، مهما كانت (صكات بقعا) قاسية عليهم؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.