إبراهيم بكري
الباحث الفرنسي في العلوم السياسية ستيفان لاكروا يقول في كتابه: «زمن الصحوة.. الحركات الإسلامية المعاصرة في السعودية»: كان رجال الصحوة ثواراً بلا قضية، حتى أتت حرب الخليج فوجدوا قضيتهم!!.. في الثمانينات الميلادية شهدت السعودية حراكاً غير مسبوق بتبني عدد من الدعاة مصطلح «الصحوة السعودية» بحجة إيقاظ الناس من غفوتهم !!.
سنوات طويلة وأندية القصيم «عاجزة» لإنتاج شباب رياضيين موهوبين، شح وفقر في «المواهب» سببها اختطاف رواد «الصحوة» لعقول الشباب و أقناعهم بأن الرياضة ترف لا قيمة لها!!. أدرك الشباب هناك أن في الرياضة قيماً سامية و مصدر رزق شريف، فعادت شريان الحياة للملاعب.
اليوم في القصيم «صحوة» جديدة أسمها «التعاون»، صحوة هدفها إيقاظ العزيمة في شباب القصيم لصناعة منتج رياضي مذاقه «سكري» له الأثر الإيجابي على اقتصاد المنطقة ومستقبل شبابها.. «التعاون» بهذه «الصحوة» يشغل وقت شباب القصيم بالمتعة ويمنحهم بيئة جاذبة للترفيه، وخروج الشباب للملاعب لمشاهدة المباريات فيه لأولياء الأمور راحة نفسية واطمئنان أفضل من جلوسهم في غرف مغلقة تحت تأثير «صحوي» يخطف عقول الشباب لخدمة التيار الذي ينتمي إليه. «محمد القاسم» وزملاؤه بمجلس الإدارة بدعم الأوفياء بالمجلس التنفيذي، هؤلاء المخلصون لهم قضية واحدة هي: «احتضان شباب القصيم ببرامج هادفة لاستثمار طاقتهم لخدمة وطنهم».. لا يبقى إلا أن أقول: هذه «الصحوة» الطيبة التي يقودها «التعاون» اليوم بالقصيم تحتاج إلى «المال» لكي تحقق كل أهدافها النبيلة، لا أحد مثل تجار القصيم في حبهم لأرضهم، لكن الكثير منهم ما يرى بأن الرياضة مضيعة للوقت ومن هذا المبدأ لا يجوز دعمها؟!. يجب أن يدرك أصحاب المال أن دعم الرياضة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها المملكة «واجب وطني» لتوفير البيئة المناسبة لاحتضان الشباب وأشغال أوقاتهم في برامج هادفة.
ولعل «صحوة التعاون» التاريخية أمام الهلال عشية الاثنين الماضي خير شاهد على أن شباب القصيم يسيرون اليوم في الطريق الصحيح ولقد غردت في تويتر قائلاً: هيئة مكافحة الفساد مطالبة بالتحقيق في «ثروة المتعة» التي يملكها التعاون !!. من أين لك كل هذا يا «فخر القصيم؟».. «التعاون» سرق قلوبنا لنعشقه!!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.