د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
فقدت أسرتنا رجلاً علماً ومربياً خدم التعليم ما يزيد على ثلاثين عاماً مديراً للمدرسة المحمدية بالرياض، رابع مدرسة بالرياض، النظامية الأولى في مدينة الرياض، واحدة من اعرق واقدم المدارس في عاصمتنا الحبيبة، إذ تأسست منذ اكثر من خمسين عاما،
وتلكم المدرسة العريقة والتي اتخذت شارع سلام وبالقرب من ميدان دخنه والمعروف في الأوساط الشعبية بميدان العلماء، وخرجت المدرسة على مدى اكثر من خمسة عقود أجيالا من الطلاب اصبح لهم شأن كبير في المجتمع.
كأني بحمد بن عبداللطيف بن حمد حفيد الشيخ حسين بن محمد بن عبدالوهاب يدير مدرسة عريقة دخلت تاريخ التعليم في بلادنا من أوسع أبوابه، أبو حسين كما يدعى رحمه الله تمتع بصفات عديدة جعلته محبوباً ضمن أسرته ومجتمعه وضمن الاسرة التعليمية، يضاف الى عراقة المدرسة تميز الرجل الذي أدارها لسنوات عديدة في أوج عزها ومنذ انتقالها من موقع قديم ومبنى طيني في محلة الشرقية الى مبنى حديث مسلح يحتوي على فصول جيدة الإنارة ودورات مياه لم تكن متوفرة في البيوت الطينية المحيطة بالمدرسة، كانت المحمدية رابع مدرسة في الرياض بعد التذكارية والفيصلية والأعشى.
رحم الله أبا حسين الذي وافاه الأجل صبيحة يوم الخميس الثاني من جمادى الاولى وصلي عليه رحمه الله بعد صلاة العصر من اليوم نفسه في مسجد الملك خالد ودفن في مقبرة ام الحمام.
كان رحمه الله عظيم الصلة باقربائه وذوي رحمه، بشوشا يسأل عن حال محدثه بكل اهتمام ولطالما تجاذبت معه احاديث شيقة عن الاسرة وعن قضايا تربوية مارسها عمليا وتفاعل معها وكان له باع طويل بشأنها.
المدرسة المحمدية كانت جزءا مهما من تاريخ الرياض، كان موكب الملك سعود رحمه الله يمر بالمدرسة عبر شارع سلام عندما يزور الملك عمه الامير عبدالله بن عبدالرحمن وكان يسمح للطلاب بالخروج لمشاهدة الموكب الملكي ومن الحماس يهتفون للملك ويرمون بطواقيهم باتجاه السيارة الملكية تعبيراً عن الغبطة والولاء.
ذكريات مرت كالحلم الجميل تحكي قصة رجل عمل بإخلاص لوطنه ولمجتمعه، ذكريات كالطيف مرت عبر السنين تحكي قصة التعليم وأحد رجالاته في تاريخ مسيرة التعليم في بلادنا الحبيبة.
رحمك الله أبا حسين رحمة واسعة وجعلك الله قدوة نقتدي بها في أعمالنا بكافة تخصصاتنا واهتماماتنا، الرجل الذي أحب وطنه وطلابه وأسرته فأحبوه، وهل هناك افضل من الذكر الحسن بعد الرحيل، ربى أجيالا وعشرة من الولد من الإناث والذكور، بارك الله في عقبه وألهم أهله الصبر والعزاء الحسن ورحمه الله وأسكنه في عليين.