جاسر عبدالعزيز الجاسر
قام عددٌ من الزملاء الصحفيين السعوديين بزيارات لأماكن تجمُّع اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، وقد صُدم هؤلاء الزملاء من الأوضاع المأساوية التي يعيشها هؤلاء اللاجئون، خصوصاً الموجودين في مخيمات التجمُّع في لبنان الذين وضعوا في أماكن أشبه بمعسكرات تجميع يُقدم لهم النزر البسيط والبسيط جداً من المساعدات الغذائية والإيوائية.
هؤلاء اللاجئون السوريون، وبخاصة في لبنان وضعوا في المعسكرات وكأنهم محجوزون لا يُسمح لهم بالعمل، ولا يُسمح لهم بالتحرك سوى ضمن مساحات محددة، ورغم أن المنظمات التابعة للأمم المتحدة تحصل على أموال عديدة، إلا أنها تتعثَّر كثيراً في تلبية ما يسد حاجة اللاجئين، فالمساعدات التي تقدم في مجال الأغذية تكاد لا تكفي لشهر واحد، حيث تعاني الأسر السورية في معسكرات اللاجئين من قلة ما يُقدم لها، وخصوصاً الأسر ذات الأعداد الكبيرة، إذ لا تُقدم منظمات الأمم المتحدة سوى لخمسة أفراد، في حين أن العديد من الأسر تتكون من خمسة عشر فرداً مما يجعل الحصة التموينية تنفد قبل نهاية الشهر رغم ترشيد العائلة وتقتيرها في تلبية طلبات أبنائها، ويُطالب اللاجئون السوريون سواء في لبنان أو الأردن بالسماح لهم بالعمل ضمن إجراءات خاصة أو تنظيم خاص بهم مثلما فعلت المملكة العربية السعودية، التي وضعت نظاماً خاصاً بالسوريين والذين لا تعتبرهم لاجئين، حيث يُسمون بوافدين ومقيمين بصورة مؤقتة، ومنحتهم إقامات مؤقتة تسمح لهم بالعمل وفق برنامج (أجير)، وهو ما يتيح لهم العمل والصرف على أسرهم، بل والاستفادة من الكفاءات السورية والخبرات التي يتمتعون بها، فمنهم المهندسون والأطباء والعمال المهرة، وهؤلاء اللاجئون السوريون سواء في الأردن أو لبنان الذين يُطالبون بمنحهم تصاريح خاصة مؤقتة للعمل تسمح لهم بممارسة العمل واكتساب رزقهم للصرف على أسرهم ويخفف من الأعباء الملقاة على الأجهزة الحكومية سواء في الأردن أو لبنان التي تتعرض لضغوط مادية كثيرة لارتفاع عدد اللاجئين رغم أن أكثرهم قد هاجر إلى أوروبا وتركيا، والسوريون الموجودون في مخيمات ومراكز التجميع لا يريدون أن يكونوا عالة على الحكومات المستضيفة، ولا على منظمات الأمم المتحدة وعلى الدول التي تقدم المساعدات، إذ يُطالبون بالسماح لهم بالعمل وفق تنظيم لا يضر نظراءهم من الدول المستضيفة، ويتيح لهم الإسهام في تحريك اقتصاديات البلدان التي تستقبلهم بالعمل في التخصصات والمهن التي تحتاجهم.
الزملاء الصحفيون الذين صدمهم الواقع الذي يعيشه اللاجئون لمسوا الامتنان والشكر والتقدير من جميع اللاجئين السوريين سواء في لبنان أو الأردن لما تقوم به المملكة العربية السعودية من مساعدات واهتمامات تتجاوز تقديم المساعدات التموينية والغذائية والطبية، وذكر اللاجئون السوريون أنهم يحظون بمتابعة وزيارات المسؤولين في الأردن يطلعون تقريباً كل أسبوعين على أحوالهم، ويلبون كل طلباتهم ويتمنون أن يعاملوا مثل معاملة السوريين في السعودية الذين لا يتواجدون كلاجئين، حيث يُعدون وافدين يُسمح لهم بالعمل والدراسة والتطبيب، حيث يعاملون كالمواطنين السعوديين.