مندل عبدالله القباع
كانت الأندية في السابق ترفع شعار النادي (رياضي - ثقافي - اجتماعي) وقد شاركنا مع بعض الأندية ومن ضمنها نادي (الهلال) في هذه الأنشطة وخاصة النشاط الاجتماعي من رحلات وحفلات سمر باعتباري في ذلك الوقت (مختصاً اجتماعياً في مجال الخدمة والرعاية الاجتماعية) عندما كان مقر نادي الهلال في (شارع العصارات) وهناك أندية أخرى تعرض بعض وسائل الترفيه البريئة من عرض أفلام سينمائية، كما كان يعقد في أندية الرياض الهلال والشباب والنصر والأهلي (الرياض حاليا) بعض الندوات والمحاضرات في المجال الثقافي والرياضي والدعوي المعتدل والنشاط المسرحي والمسابقات التي تشجع على الحضور، وهذا لا يعني أن ليس هناك تشجيع وحضور المباريات في كرة القدم بل بالعكس الجمهور في ذلك الوقت يحرض على الحضور، وكانت الأمور تسير على خير ما يرام في المجال الرياضي والوسط الرياضي من مدربين ولاعبين، حيث إن أغلبهم من الإخوة السودانيين ووطنيين يعدون على الأصابع كذلك الحكام سودانيون ووطنيون، أما اللاعبون فليس هناك ما يعرف بالاحتراف أو المرتبات الشهرية إنما كانت هناك مكافآت فوز فقط والأندية تؤمن (الملابس الرياضية والأحذية المصنوعة من الجلد ومحببه أرضيتها بالمسامير الصغيرة وكنت أحد من يلبس هذا الحذاء التي تشكل خطورة على اللاعبين ومع ذلك لا تجد تعمد خشونة ضد الخصم لأن الروح الرياضية تجمعهم والتنافس الشريف يدفعهم وليس كما هو الحال الخشونة والضرب ضد الخصم حتى ولو لم تكن الكرة في حوزته، أما المدرب الأجنبي فحدث ولا حرج فقبل التعاقد معه من قبل بعض السماسرة المحليين والدوليين فيصفونه وينعتونه بأنه هو الذي سوف ينقذ هذا النادي أو ذاك وسوف يحقق البطولات تلو البطولات كما حقق بطولات عالمية ومحلية في بعض الدول الأوروبية على حد وصفهم، وهذا المدرب لن يحضر إلا بملايين الريالات من مرتب شهري في حدود ثلاثة ملايين ريال ومقدم قبل توقيع العقد وعقد مؤخر في حالة الإخلال بهذا العقد وتذاكر طيران في الدرجة الأولى وقد يصحب أفراد عائلته معه وسكن فاخر وقد يكون هناك من ضمن العقد سيارة فارهة وأكثر من هذا أنه يشترط إحضار إخصائي العلاج الطبيعي ومساعد له ومدرب حراس من جنسيته فكم تكون الغلة التي يدفعها النادي في نهاية كل شهر.
وإذا أخل النادي ببعض شروط هذا العقد سواء كان يخص اللاعب الأجنبي أو المدرب نتيجة إخفاق أحدهم أو انتقاده فيلغي عقد اللاعب أو المدرب وهنا الكارثة تتم هدر الملايين على هذا اللاعب أو المدرب وهما المستفيدان وهذا ديدن أغلب الأندية.
ثم تبدأ بعض هذه الأندية بتكرار المسرحية من لاعب ومدرب وهكذا دواليك وينعكس هذا على لاعب الأندية والإداريين بعدم صرف مرتباتهم التي قد تصل إلى ستة أشهر لعجز في ميزانية النادي وهذا يتسبب في مزاجية هؤلاء اللاعبين ونفسياتهم وأصبح أعضاء النادي من رؤساء وأعضاء شرف يبحثون عمن ينقذهم من قروض بنكية التي قد تصل إلى خمسين مليونا يضاف عليها العمولات البنكية.
فيا رؤساء الأندية وأعضاء الشرف أدرسوا وضع انديتكم المالي قبل أن تزجوا بأنفسكم في أمور مالية من تعاقدات مع مدربين ولاعبين أجانب أو محليين و(قبل أن يقع الفأس في الرأس) ولا ننسى أيضاً إعادة النظر في المعسكرات الخارجية المكلفة مادياً ومعنوياً في دول أوروبا من تذاكر سفر والسكن في أفخم الفنادق وأغلاها وخفضوا من الذين يرافقونكم في هذه المعسكرات وأعيدوا النظر في المدربين الوطنيين بعد تأهيلهم بدورات مكثفة وحضور ندوات ومحاضرات ومباريات عالمية من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب من أجل تقنين الصرف وعدم الوقوع في ورطة الديون.