د.عبدالعزيز العمر
لو نظرنا إلى بعض السياسات أو الممارسات التعليمية في بلاد الفرنجه من داخل صندوقنا التعليمي الاجتماعي لوجدناها غاية في الغرابة، بل ولربما استهجنا بعضها. ففي إحدى مدارسهم طلب أحد المعلمين من مدير مدرسته مبلغا من المال لتجميل البيئة التعليمية لفصله، إلا أن مدير المدرسة اعتذر له لعدم توفر المال حينها. فما كان من المعلم إلا أن اتفق مع طلاب وطالبات فصله على أن يلتقوا في أثناء عطلة نهاية الأسبوع في إحدى الساحات العامة ليقوموا بغسيل السيارات لكي يوفروا المال المطلوب، وكان المعلم قد حصل على موافقة أولياء أمور الطلاب على قيامهم بهذا العمل. لقد تعلم الطلاب والطالبات من هذه التجربة قيمة واحترام العمل لتوفير المال الذي يسد احتياجاتهم، تخيل لو أن الحدث وقع عندنا!!!
من جهة أخرى أذكر أنني إبان عملي في وزارة التربية والتعليم دعيت إلى لقاء في الوزارة مع أخو الرئيس الأمريكي جورج بوش (عندما كان الأخير رئيساً)، وكان السيد بوش (أخو الرئيس) قد حضر إلى المملكة في إطار حملة تسويقية لمنتجات حاسوبية تعليمية تصنعها شركته، لفت انتباهي دخوله القاعة منفرداً ومغادرته نحو سيارته منفردا وهو يحمل بصعوبة أجهزته، بعضها على كتفه وبعضها الآخر في كلتا يديه، والأجمل أننا لم نبالغ (نهايط) في تعاملنا مع الرجل فقد قدمت له هدية عبارة عن قبعة عليها اسم المملكة. رحم الله محمد الرشيد الذي تواجد في هذه المناسبة.