سلطان المهوس
كيف تغير مستوى لاعبي فريق الهلال من السوء الفني إلى قمة الأداء خلال ثلاثة أيَّام فقط هي المدة الفاصلة بين الهزيمة أمام فريق التعاون دوريا وبين إحراز بطولة كأس ولي العهد أمام فريق الأهلي.
بالتأكيد الأمر لم يكن صدفة أو بتخطيط نادر من نوعه فالسر لدينا هنا يتخطى دور المدرب والإدارة - الرئيسي - ليصل لذهنية اللاعب ومزاجه الكروي واستعداده للعب مباراة كرة قدم حقيقية دون فلسفة أو تعقيد.
كل المباريات التي يتجلى فيها الهلال أو غيره من الفرق تجد أن اللاعبين يؤدون مهمتهم كمحترفين حقيقيين دون أدنى درجات الاجتهادات الحسابية.
لن تجد لاعبا هلاليا سيئا في مباراة الأهلي. وستجد أن غالبية لاعبي الأهلي كانوا بحال مزرية فنياً.
ليس الأمر مرتبطا باليوناني دونيس أو السويسري جروس بل بحال المزاج العام للاعبين وهذا الأمر لم تتم دراسته العلمية بشكل مهم، وهو ما جعل المدربين أو الحكام هم الضحايا وبالعودة إلى أرقام عدد المدربين المغادرين سنوياً من دورينا سنجد أننا أمام فوضى تضرب كل مناحي الاستقرار الفني والمالي، والسبب أننا لا ننظر للأرواح المتحركة التي تنفذ مهامها بالميدان فهي بالغالب بريئة دائما.
أهم درس من الضروري الاهتمام به من النهائي الذي جمع الهلال والأهلي هو أن اللاعب يستطيع الإتقان والانضباط ولديه قابلية لفعل ذلك، لكن مفتاح الأمر بيد اللاعب فقط مع أن المنطق يستوجب مشاركة المدرب والإدارة - دوما - لضمان تألق اللاعبين تحت أي ظرف.
ثمة أمر آخر مهم.. لا تتفلسف في أداء دورك بالملعب، تلك أهم مكونات استيلاء الهلال على الأهلي والتهامه بسهولة تامة فلم يكن هناك مجال للخطأ بالتمرير أو التمركز أو الدفاع.
كنت أتمنى وجود مدرب منتخبنا الوطني الهولندي مارفيك حاضرا بالملعب لكنه ربما يجد أن التدريب عن بعد يكفي لقيادة الأخضر إلى مونديال روسيا ولا حاجة لمشاهدة نجوم الأخضر على أرض الملعب أو الالتقاء بهم وتعزيز دافعيتهم.
في المنتخب أخاف من فلسفة اللاعبين وأخطائهم البدائية التي ظهرت في أكثر من مباراة بالتصفيات الأولية.
ويبقى الرهان مفتوحا أمام إدارة ومدرب الهلال لإبقاء رتم الأفضلية بباقي المباريات والبحث عن مفتاح التألق الذي يحتضنه اللاعب السعودي كأخذ أهم أسرار تألقه.
قبل الطبع:
مبروك لهوامير المدرجات لقب كأس ولي العهد.. مبروك لرئيسه الغالي نواف بن سعد.. هاردلك للراقي وجماهيره وللمجد بقية.