سلمان بن محمد العُمري
أعداء الوطن لا يتوقفون عن بث شرورهم وأحقادهم للوطن، فترويجهم للمخدرات ونشرهم للسموم في أرجاء البلاد مستمر، متخذين كل الطرق والسبل لتحقيق أهدافهم الخبيثة، وتخصيص منشآت خاصة لصناعة هذه السموم الخطيرة، وهم بذلك يسعون إلى إغراق المجتمع بالمخدرات، وإفساد أخلاق الشباب ودينهم ودنياهم والضرر بمكتسبات الوطن وثروته الحقيقة.
مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء أحمد الزهراني يؤكّد أن المخدرات المهربة للمملكة تصنع خصيصاً في مصانع سرية، وتمثّل كمياتها المضبوطة داخل الوطن الثلثين من معدل المخدرات في دول العالم، وأنه ثبت لديهم التعرف على مواقع تصنيع المخدرات التي تُعد خصيصاً للمملكة، والأخطر والأدهى من ذلك كله أن المادة المخدرة فيها لا تتعدى الـ10% يُضاف إليها مواد مدمرة عقلياً!!
وهنا يتضح جلياً أن المخدرات ليست داء أو مشكلة فحسب، بل هي حرب مدمرة للشباب، ومجتمعنا مستهدف في قدراته وفي شبابه، والمسؤولية مشتركة وليست مقتصرة على رجال مكافحة المخدرات، فالجميع في خندق واحد، ولا بد من تضافر الجهود أفراداً وجماعات لمواجهة الأعداء في هذه الحرب الضروس.
إننا إذ نحمد الله أن وفق الجهات الأمنية في إحباط أكبر عمليات التهريب عالمياً في داخل المملكة وخارجها، والقبض على المهربين والمروجين وناقلي المخدرات، بين دول العالم، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بالدول العربية والصديقة حتى أضحت المملكة مضرب المثل في مكافحة المخدرات.
والمطلع على حجم هذه الضبطيات ينتابه الحزن والأسى في مطالعته الإحصائيات التي أعلن عنها تقرير المكافحة يتمثّل في ضبط 106 أطنان و374 كيلو جراماً و 145 جراماً من مادة الحشيش، و120 كيلو جراماً من الهيروين النقي، و543.25 كيلو جراماً من الكوكايين، و219 مليون قرص كبتاجون خلال الـ3 أعوام الماضية، فيما بلغ عدد القضايا المتعلقة بالمخدرات المسجلة خلال الفترة ذاتها 112 ألفاً و775 قضية مخدرات.
ولا شك أنّ الاعتراف بوجود المشكلات يسهم في البحث عن الوقاية والعلاج، وما الإعلان عن هذه الكميات المهولة من الضبطيات بأنواعها وأشكالها المختلفة يضعنا أمام تحديات كبيرة، واستعدادات قوية مستمرة لمواجهة الأشرار ومكائدهم.
إننا نخوض حرباً أخرى مع الأعداء الذين خصصوا مصانع للمخدرات والسموم، وهذا ما يتطلب منا العمل المتواصل لمواجهة التحديات الخطيرة لأعداء الأمة الذين لا يريدون للوطن وشبابه الخير فهم يسعون إلى تفتيت الشباب بهذا الداء الفتاك والشر المستطير، هذا البلاء يأكل الأخضر واليابس، ويقضي على الدين والدنيا، ويدمر الجسم والعقل والقلب، ويفرق الجماعات والأفراد، ويسبب الفرقة والشتات والفقر، ويحدث المشكلات الاجتماعية والأخلاقية.