د. خيرية السقاف
في الصباح تفاجئك الأخبار بما حدث:
من تسرقان حلوى في غفلة البائع،
ومن يستدرجون بريئاً فيغتالونه،
ومن يُحكم عليه بالسجن، والجلد لمروقه المباح عن ملته فيما كتب وأشاع،
ومن يستنجد لموت صغيرته المعافاة بخطأ طبي،
ومن يحطم عربته على مشهد من نظرائه فيحتفون به ويهللون فرحاً لشجاعته،
ومن يُخير العاملين في مؤسسته الشهيرة بين انتظار، أو مغادرة لعجزه دفع رواتبهم،
ومن يقيد أمه ليسرقها، ومن يطعن أبيه لينتقم منه أن فرق بينه، وبين أخيه في المال،
ومن يتشاجرون فيطعنون بعضهم، ومن يهتكون حرمة في غفلة، ويكيدون لغافل في عنوة،
ومن يشيع الكذب عن حوادث وهمية، ومن يصطاد ضحاياه بالوهم عبر وسائل التواصل الإلكتروني،
و..، وبقية ما يهيل إلى النفس نفايات الصدور الوغلة في الظلمة،
المغمورة بالطالحب، والطين..!!
كل هذه الأخبار تصيبك بالقرف، والغثيان،
وتجعلك بهؤلاء تقف في الجزء الثاني من الحياة!!
فيما تفرحك القليل من الأخبار،
فتطمئن إلى أن الطقس لا يزال الوقت فيه للمطر، للشمس،
للخضرة أن تنتشي، والعذوبة أن تنسكب..!!
وإلى أن المحاربين لا يزالون يعيشون في شرف العطاء،
وهم تحت الثرى فإن أبناءهم يولدون في النور ليحملوا أسماءهم عناقيد نور تحيط جيادهم،
و إن الفاعلين لتصبح الحياة جميلة وأكثر اتساعاً من نصفها خيراً، وعماراً وإسعاداً
هم أكثر من أولئك الموغلين في قبحها..
وبأن ثمة من يعطي وقته لنهضة التعليم، ونجاح خطط التطوير، وبث روح الطمأنينة في النفوس المتوجسة..!!
إن الأخبار في الصباح تؤكد لك بأن الدنيا التي هي داكنة ملتهبة،
مغرورة فاتكة، غاوية ملتهبة في جوانب من واقع الحياة فيها،
هي أيضاً مشرقة زاهية، جميلة موحية في جوانبها الأخرى.
فأخبار الصباح، أقدار تنتظرك ليكون لك دور الواقف منها...!!
فإلى الأمل ليطيب، ويورق العمل.