يوسف المحيميد
نشر موقع (روسيا اليوم)، باللغة العربية، خبراً عن كلمة ألقاها وزير البترول السعودي قبل أيام في هيوستن، وتحت عنوان استفزازي، ومضلل، وغير واقعي، يقول «السعودية تؤكد مواصلة حربها ضد النفط الصخري» بينما الواقع عكس ذلك تماماً، سواء من خلال كلمة الوزير المنشورة في الصحف، التي أكد فيها ترحيبه بأي إمدادات إضافية جديدة من البترول بما فيها النفط الصخري، لتلبية الطلب العالمي المتزايد، أو من خلال الموقف الروسي غير المتعاون مع دول الأوبك، لبحث خفض الإنتاج منذ بداية أزمة هبوط الأسعار قبل أكثر من عام، فقد قال الوزير في كلمته بالحرف الواحد: «اسمحوا لي مرة أخرى، كي يسجل التاريخ أننا لم نعلن الحرب على النفط الصخري أو الإنتاج من أي دولة أو شركة بعينها، فما نقوم به لا يختلف مطلقًا عما يقوم به أي ممثل لقطاع الطاقة في هذه القاعة، فنحن نعمل على التعاطي مع ظروف السوق الصعبة والمليئة بالتحديات ونسعى للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة في بيئة تتمتع بمستويات عالية من التنافسية».
هذه الظروف الصعبة واختلاف آليات السوق عن السابق، التي أشار إليها الوزير، هي ما جعلت الأمر أكبر من الدور الذي كانت تقوم به السعودية، ومعها دول أوبك، بمعنى أنه ما لم تتفق دول أوبك، وكبار الدول المنتجة من خارج أوبك، وأولها روسيا، على خفض الإنتاج، أو على الأقل تجميده عند مستوى إنتاج معين، في مقابل ارتفاع الطلب على البترول، فلن تعاود الأسعار الصعود التدريجي المنتظر.
لقد تحدث الوزير النعيمي في كلمته تلك، عن لغط ساد بين عدة جهات، خلال الاجتماع الأخير لوزراء بترول دول أوبك، في نوفمبر الماضي، حول نية المنظمة خفض إنتاجها لكبح جماح هبوط الأسعار، لكن سوق النفط أكبر بكثير من منظمة أوبك، وقال: «لقد حاولنا جاهدين جمع كافة الأطراف، سواء من داخل أوبك أو من خارجها، سعياً للتوصل إلى اتفاق جماعي، لكن للأسف غابت الرغبة في تحمل جزء من العبء».
مثل هذه الادعاء الإعلامي المجاني، لا يمكن قبوله كوجهة نظر، بل هو عكس الحقائق وتضليلها، خاصة أنّ المملكة كانت ترى في إنتاج النفط الصخري عنصرًا مهمّاً ومساعدًا في تلبية الطلب العالمي، وتحقيق استقرار السوق البترولية الدولية، بل كانت المملكة تبارك الخطوة الأمريكية الأخيرة بالموافقة على قرار تصدير البترول الأمريكي الخام إلى الخارج، وهو ما أشار إليه الوزير في كلمته تلك.
ومن يتابع الأخبار التي ينشرها هذا الموقع الموجه للعالم العربي، سواء الأخبار السياسية التي تخص مأساة سوريا، أو اليمن، وغيرهما من الدول العربية، أو الأخبار الاقتصادية العربية، وكل ما يتماس مع العالم العربي، يدرك جيدًا معنى عدم مصداقية الإعلام، وأن هذا الموقع، وقناته التلفزيونية أيضًا، يعملان معًا للتأثير على الرأي العام العربي، وبشكل مكشوف، بطريقة مخالفة للحقيقة التي يعرفها العالم أجمع!