محمد البكر
قد تكون نتائج انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم محبطة لكم كما كانت محبطة لي. فقد كنا نأمل فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة ، لأنه أولاً عربي وثانياً خليجي ، وثالثاً لأننا نندفع نحو عواطفنا ونحلم أحلاماً حتى لو كانت أكبر من واقعنا. وبالإضافة لكل تلك التمنيات، فإنني شخصياً تمنيت فوز الشيخ سلمان لأجل عيون البحرين. هذه المملكة الصغيرة بمساحتها وعدد سكانها، الكبيرة بطيبة أهلها. هذه الجزيرة التي تفوح منها رائحة السلام والتعايش الاجتماعي رغم ما تضمره لها إيران الخبيثة من شرور الفتن.
انتهت الانتخابات كما أرادت أوروبا، وفاز ممثلها المفضل ، لأنه كان من الصعب تسليم هذه الإمبراطورية الكروية ، والتي تسيطر عليها وتستثمر في سوقها بالمليارات ، لشخصية من خارجها أو من خارج شريكتها في الإبداع والصناعة الكروية «امريكا اللاتينية». هذه صناعة لا تقل عن أي صناعة عالمية كالطائرات والسيارات والتكنولوجيا ، ولهذا تركت الأمور تسير حتى خط النهاية لتقلب الطاولة على كل التوقعات والترشيحات ، وتعيد الأمور إلى نصابها.
لم يخسر الشيخ سلمان ، فقد أبلى بلاء حسناً ، وكافح بقوة ، وقاتل حتى اللحظة الأخيرة ، ونجح في نحت اسم مملكة البحرين ولشهور طويلة في الصحف العالمية وفرضه على القنوات التلفزيونية والأوساط السياسية والشعبية ، وقدم البحرين في أجمل صورها ، وأزال من أذهان العالم النظرة السلبية التي حاول بعض من يسموا أنفسهم بالمعارضة رسمها عن وطنهم ومجتمعهم وقيادتهم.
لا أقول هذا الكلام جبراً لخاطر الشيخ سلمان، ولا تزلفاً للبحرين وأهلها، بل أقوله عطفاً على واقع عشناه كلما جاء الحديث عن هذه الانتخابات الكبرى.
العرب كعادتهم انقسموا، ولم يكن هذا الانقسام مفاجئاً لأحد، وأضاعوا على أنفسهم فرصة من الصعب إن لم يكن من المستحيل تكرارها بهذا السيناريو. هذا الانقسام ورغم تبعاته المؤثرة على النتائج ، إلا أنه لم يكن مؤلماً قدر الألم الذي شعرنا به بعد محاولة شخصية عربية إثارة قضية حقوق الإنسان في البحرين للنيل من الشيخ سلمان قبل الانتخابات بيوم، وهي القضية التي دائماً ما يثيرها أذناب طهران.
لقد تابعت كلمات جميع المرشحين، ولم أسمع من أي منهم ما يعيد كرة القدم لأصحابها الحقيقيين. إنها لعبة الفقراء التي اختطفها الأغنياء وحولوها لدجاجة تبيض ذهباً. نسي المرشحون أن هناك شعوباً بأكملها تعاني من الفقر والحروب وانعدام وسائل الترفيه. كما نسوا بأن لأولئك البشر ، الحق في الاستمتاع ببطولات العالم الكروية حتى لو كانوا من المعدمين . لم يتذكروا إلا المليارات التي ستدخل حسابات الفيفا، وكيف سيحافظون عليها . لقد طغى المال على حقوق البسطاء ، وظهرت الوجوه القبيحة التي لا تعترف لا بالفقر ولا بالفقراء.
بيني وبينكم:
- يبدو أن الأهلي لا يريد بطولة الدوري ، فها هو يرفض هدايا الهلال عندما خسر « الأخير « من التعاون ومن الاتحاد.
- العميد يشق طريقه بقوة ، والحماس يتدفق من كل لاعب من الفريق ، وبات يهدد منافسيه، إنه خيل أصيل.
- مبادرة الأهلي بتخصيص مدرج للأطفال والصغار ، هي بلا شك مبادرة متميزة ولها فوائد كثيرة.
- لا يعني مجاملة الناقل الرسمي ، أن يسكت الجميع عن تأخير موعد المباريات . هل يعقل أن تبدأ مباراة الهلال والاتحاد في التاسعة إلا ربعاً ، واليوم التالي هو يوم عمل ودراسة؟!.