رقية الهويريني

من خلال زاوية «المنشود» ناشدت وزارة الصحة قبل عام بتأمين حقن لقاح الإنفلونزا بالمراكز الصحية والمستشفيات، وتيسير الحصول عليها بأسعار رمزية، وإلزام شركات التأمين الطبية بتوفيرها للناس، حيث يسعى بعضهم للتطعيم بهذا اللقاح؛ إلا أن البعض الآخر يتجنبونه بسبب ارتفاع سعره أو عدم قناعتهم بجدواه.

ويبدو أن وزارة الصحة قد استجابت وأطلقت حملة واسعة بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية مجاناً في بعض أنحاء المملكة كمرحلة أولى لتشمل مستقبلاً باقي المناطق. وتهدف الحملة الوصول لمختلف الشرائح الاجتماعية في أماكن تجمعاتهم، حيث خصصت الوزارة عيادات متنقلة في المواقع التجارية، فضلاً عن المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية.

ولا شك أن هذا اللقاح يعد أحد العوامل للحماية من الإنفلونزا الموسمية، والحد من انتشار العدوى داخل المجتمع، كما يقلّل احتمالية الإصابة بمضاعفاتها الخطيرة بنسبة 70ـ 90 %، ويساعد على منع انتقال الفيروس من شخص لآخر. ويتم تركيب لقاحه كل سنة للحماية من ثلاثة أو أربعة فيروسات يُحتمل أن تسبب المرض في تلك السنة. وبذلك يعتبر التطعيم الطريقة الأكثر فعالية لمنع الإصابة به أو انتشاره أو المترتبة على الإصابة به.

ويعتبر مرض الإنفلونزا الموسمية من الأمراض التي لها تأثيرات صحية واقتصادية على النظام الصحي في أي دولة، حيث تقدّر نسبة الإصابة السنوية به من 5- 10% من البالغين، بينما تصل بين الأطفال إلى 30 %. كما أنه بسبب وبائية الإنفلونزا الموسمية عالمياً توجد 3 -5 مليون حالة خطيرة من المرض وأكثر من حوالي 250 ألف حالة وفاة.

وبلا ريب فإن استجابة وزارة الصحة وسرعة إجراءاتها الوقائية وحرصها على البحث عن الناس وأماكن تواجدهم وتوعيتهم وتطعيمهم سيجنبهم الإصابة بالفيروس طيلة عام كامل، وسيخفف الازدحام على المستشفيات، وسوف يقلّل مستوى صرف الأدوية التي تشكّل عبئاً على الدولة وضرراً للناس، وبصورة غير مباشرة سيتوقف تغيب الطلبة عن مدارسهم وجامعاتهم، وسينتفي غياب الموظفين عن أعمالهم، الذي يتسبب في تعطّل العمل، وهو فاقد وظيفي يتضرر منه الجميع.

وأتطلع إلى نجاح الوزارة بالقضاء تماماً على هذا الفيروس الموسمي مثلما تم القضاء على فيروسات شلل الأطفال والحصبة وفيروسات أخرى من خلال التطعيم الإجباري سنوياً، ولن يتسنى ذلك إلا بإلزام الطلبة في مدارسهم والموظفين في أعمالهم والأمهات في منازلهن، وحث باقي الناس على تلقي تطعيم فيروس الإنفلونزا لمزيد من صحة عامة للجميع.