حميد بن عوض العنزي
- التحفيز المبني على التثقيف تجاه قيمة العمل لا يزال غائباً في برامج توظيف الشباب؛ ولهذا نجد أن القيمة الوحيدة التي يحرص عليها الشباب مع أول خطوة له في عالم الوظيفة هي القيمة المادية وحدها، مع أنها متغيرة مع الوقت، وغالباً للأفضل. والأساس الصحيح أن تكون كل القيم الإيجابية للعمل، سواء الدينية أو الاجتماعية أو الاقتصادية مجتمعة، كثقافة وكمفهوم لدى الإنسان؛ لتكون عوناً ودافعاً له في بداية حياته العملية التي تعتبر أهم مرحلة في الحياة الوظيفية التي عادة ما تبنى بطريقة تراكمية في كل شيء، في الراتب وفي الخبرات والطموح والآمال، وفي التعامل مع متطلبات كثيرة، سواء متعلقة ببيئة العمل والناس فيها, أو ما تحمله هذه الرحلة من المعاناة أحياناً، إلا أن اجتيازها بنجاح يفتح الأبواب التي من خلالها ينتقل الشاب إلى أماكن ومراحل أفضل.
- القيمة الحقيقية للعمل ليست في الجانب المادي فقط، كما يعتقد بعض الشباب, إنما في قيمة الإنسان ذاته حينما يشعر بأنه منتِج، ويحمل كل صباح آمالاً وطموحات، تبدأ في عمله البسيط، أياً كان مجاله، وبأي راتب كان؛ لأنه المحطة التي يصافح من خلالها الحياة، وتتكون في إطارها الصور الإيجابية المتعددة والمليئة بالحراك والنشاط وقيم الحياة السوية التي تولد القدرة على التعامل مع متقلباتها، والتعايش مع ظروفها أياً كانت ومهما كانت قاسية، ومنها تخلق الفرص الأفضل.
- وكما قلت، فليس المال وحده هو المكسب من العمل، رغم أنه العصب الرئيسي في منظومة الحياة المتشابكة والمتزايدة في تعقيداتها، إلا أن هناك فضائل كثيرة، تمثل العمل في مفهومه الحقيقي.. الإخلاص والأمانة والصبر من الخصال التي لا يمكن أن تقدر بثمن، ولا يمكن أن ينجح الإنسان في تحقيق غاياته السامية بدون أن يتسلح بهذه الركائز التي يبني عليها كل المستقبل.
- لدينا تجارب وقصص كثيرة لأناس كافحوا ونالوا، أحدهم بدأ أمين مستودع في إحدى الشركات، واجتهد وكافح حتى أصبح شريكاً، يملك نصيباً في الشركة. وهناك من بدأ حمّالاً في سوق الخضار واليوم هو على رأس قائمة الأثرياء. شاب آخر قبل أيام يروي قصته التي عمل فيها فني كهرباء براتب 1500 ريال، وخلال فترة وجيزة تجاوز الـ 8000 ريال. والكثير من القصص الملهمة التي تؤكد أن البداية يجب أن تكون صحيحة، وبخطوات معتدلة؛ لكي لا تتعثر وتسقط.