فهد بن جليد
رعدُنا له صدى .. لردع البغاة وصدِّ العِدى، اليوم يترك تمرين (رعد الشمال) الذي يُعد أكبر وأحدث مناورات حربية في المنطقة، بصمة واضحة على خارطة العمليات العسكرية النوعية، كواحد من أنجح التجمعات والتحالفات العسكرية في العالم لسمو هدفه، وعمق روابطه المُشتركة، فهو التحالف الإسلامي العسكري الأول في العصر الحديث، والذي يضم جيوش 20 دولة إسلامية وعربية في تجمع فريد على مستوى العالم.
العالم الذي يشهد (اليوم) و بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وضيوف المملكة من قادة ومُمثلي الدول المشاركة، الكفاءة القتالية لقوات الدول المُشاركة ومدى جاهزيتها، بالتدريبات المُستمرة لمواجهة كافة التهديدات، ودعم قدراتها لصد كل الأخطار التي قد يتعرض لها السلم (الإسلامي والعربي)، ومواجهة التنظيمات الإرهابية والعصابات، تبعاً للتطورات التي تعيشها منطقتنا، وفق خطة استراتيجية بعيدة المدى.
رعد الشمال ليست مجرد مناورات عسكرية قتالية فحسب، فهي تحمل في طيِّاتها رسائل (سامية وعظيمة) لطمأنة شعوب المنطقة، على قدرة أبنائهم وأشقائهم لمواجهة أي مخاطر قد تتعرض لها منطقتنا، بالاعتماد على أنفسنا أولاً للدفاع عن أوطاننا والاستفادة من خبرات ودعم الآخرين، وفق أحدث خطوة عسكرية تتخذ على مستوى العالم، لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية، وصد أي عدوان خارجي يهدد أمن واستقرار ونمو وازدهار منطقتنا.
فكما يتعلم أبنائُنا أمهر (فنون القتال) في الكليات والمعاهد العسكرية عالية المستوى، هاهم يُطبقونها اليوم (عملياً) ضمن هذا التمرين والمناورات التي تحتضنها أرض السلام والمقدسات الإسلامية، في تفعيِّل للتحالف الإسلامي العسكري الذي يُحقق حلم (التكامل والتعاضد) ضمن الوحدة الإسلامية التي كانت المملكة أول من دعا لها مُنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وتتحقق اليوم في عهد سلمان الحزم والعزم.
المملكة تستشعر اليوم مسؤوليتها التأريخية في محاربة الإرهاب والدفاع عن المسلمين ومصالحهم (كقبلة للإسلام وأهله)، بحكم مكانتها المقدسة والعظيمة، ووزنها وثقلها الديني والسياسي والعسكري كأكبر قوة أقليمية، لتؤكد أهمية (الوحدة الإسلامية والعربية) في مواجهة كل التحديات والمخاطر التي تواجهة دول التحالف الإسلامي، الذي يزداد يوماً بعد آخر تماسكاً وقوة.
وعلى دروب الخير نلتقي.