محمد المنيف
أعلم أن (البعض) سيكتفون بالعنوان دون أن يقرؤوا المقال وسيتحاملون ويغضبون ويتبعون هذه المشاعر بما تعودنا عليه من هجوم ينتهي بهم إلى اثارة الزوابع التي تقفل ابواب الحوار.
ومع ذلك اقول: نعم فجمهور الفن التشكيلي (نساء)، وهذا فخر لهن ودليل قاطع على ارتقاء ذائقتهن ورهافة احاسيسهن ودعمهن للمعارض، بالحضور والحوار مع من اقام المعرض من الفنانين والفنانات جماعات أو افراداً، ولا انسى ايضا تجاوبهن مع الدعوات الخاصة بالندوات والحوارات ولهن حراك وقدرة على المداخلات الهادفة.
ومع ان المشهد يفوق التوقع الا انني لم افاجأ بهذا الحضور ولا اجهل اسبابه التي منها عدم وجود مشاعر الغبطة المحفزة وليست الغيرة أو الشعور بالمنافسة التي يتصف بها غيرهن.
فالنساء التشكيليات اللائي ارى اهتمامهن واستمرار زياراتهن للمعارض على مدى ايام العرض خصوصا اذا كان المعرض (لفنانة)، يدل على صفاء السريرة.. مقابل حضور للرجال يوم الافتتاح.. غالبية تلك الزيارات لتسجيل موقف لئلا يغضب صاحب المعرض ولإبقاء دوام علاقتهم بالآخرين من الحضور بعد انقطاع، لينتهي ذلك الحضور بنهاية قص الشريط.
نعم فالحضور النسائي لا يتوقف على الممارسات لهذا الفن، بل يشترك معهن من لهن اهتمام بالفنون التشكيلية أو باحثات عن سبل التعلم ومعرفة الطرق التي تحقق لغيرهن به نجاح وتميز، أو من أخريات يعشقن هذا الفن ولديهن ذائقة يجدن في زيارة المعارض جزءا من برنامجهن الاسبوعي العائلي ليزرعن بهذا الحضور الذائقة الراقية عند من يشاركهن الزيارة من ابنائهن الصغار أو الكبار، ولا ننسى ايضا ما نراه من حضور يجمع اضلاع المثلث الاسري الابناء ووالديهم، وكيف يدور الحوار بينهم، مشاهد كثيرة مرت بذاكرتي على مدى عمر هذا الفن منذ انطلاقته في السبعينيات الميلادية التي كان فيه السيدات الاجنبيات ابرز من يزور المعارض، وبما وصلت اليه الذائقة النسائية اليوم نتيجة الدراسة الاكاديمية أو اتساع مساحة الثقافة.
هذا الحضور الفاعل للطرفين الفنان أو الفنانة اصحاب المعرض أو المجموعة والطرف الثاني الزائر أو الزوار يحقق اهم الاهداف ويرفع من شأن المناسبة بما يحدثه الحضور من انعاش للحوار وطرح الرأي والرؤى حول الفكرة والاستماع للرؤية الفنية.
على ان لا يتجاوز هذا الحضور حالات الصدق في إبداء الملاحظات إلى المجاملات التي قد تشعر الفنان خصوصاً الناشئ بحالة الغرور واعتبار بما يقال عما قدمه في معرضه أو شارك به في معرض جماعي ضرباً من العبقرية، كما نرى ونقرأ ونسمع من العبارات القاتلة وليست الهادفة لمجرد ان قام أحدهم أو إحداهن بعرض لوحاتهم في معرض شخصي أو جماعي أو صورة لتلك اللوحات في إحدى وسائل التواصل.