محمد المنيف
الجمعيات الخمس (التشكيلية والمسرحية والكريكاتير والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي).. هل هي نكرة..؟؟ أم تنسب لغير الوطن؟ أم أن الوزارة لا ترى منسوبيها مبدعين، لا يستحقون الاهتمام؟
أخي وصديق ومحب المبدعين (د. عادل الطريفي)، إن هذه الجمعيات أخذت قرار إنشائها من وزارتكم، وتعد من جمعيات المجتمع المدني، وأتت نتيجة بدايات التحضر في المجتمع المثقف، إلا أنها تجد العقوق والتجاهل والصدمات والإحباط من الرحم الذي وُلدت منه، بإنكاره أبوتها وأمومتها وأسرتها.
وبما أن الصفحة مختصة بالفنون التشكيلية، وأن لكل جمعية من تلك الجمعيات من لا يقل قدرة على المطالبة بحقوقه، إلا أنني سأتحدث عما يخص جمعية التشكيليين، الجمعية التي وقفت على أقدامها بكل فخر.. لم تعد تريد دعماً مالياً من الوزارة؛ فلدينا دعم المخلصين من رجال الأعمال ومن غيرهم من مسؤولي الدولة استجابة وتقديراً لما قامت وتقوم به (تم تزويد معاليكم بالتقرير الأخير لإنجازاتها) محققة الكثير من المكاسب، في مقدمتها العمل مع أكثر من جهة رسمية، وأخرى من الجهات الخاصة..
لكننا نريد النظر فيما يتعلق بما تقره وزارة الثقافة وتوافق عليه من تفضيل جهة على أخرى بناء على آراء ليست حقيقية، بل ناتجة من جهل بأهمية تفعيل جمعيات المجتمع المدني المطبقة عالمياً، التي تجد الاهتمام على أعلى مستوى من التفعيل في الدول المتحضرة.
وسأكون أكثر صراحة، ليس عداء لأحد أو منافسة بقدر ما هي مطالبة لإحقاق الحق؛ فالجميع يسعى لخدمة الوطن دون بحث عن ذات أو مكسب مادي..
يا معالي الوزير، جمعية التشكيليين تواجه مواقف عجيبة وغريبة و(مؤذية) من بعض من يحاول إلغاء دورها الرسمي والوطني، ويقوم بتغيير اتجاه بوصلة أي تعاون تظهر بوادره بين الجمعية والوزارة، أو مع غيرها، إلى وجهة جمعية الثقافة والفنون لاعتبارات ومبررات غير مقنعة بأن جمعية الثقافة تقدم أفضل من جمعية التشكيليين، مع أن كلتيهما تعمل.. مع ما نفخر به عند المقارنة بين أنشطة جمعية التشكيليين القائمة على استراتيجية مستدامة بدعم القطاع الخاص ولو قلَّ حجمه، وما تقوم به لجنة الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة رغم كبر حجم الميزانية التي تتلقاها الجمعية الثقافية من المقام السامي..
يا معالي الوزير، هناك فرق بين جمعية ذات كيان، وتعنى بالفن التشكيلي فقط.. ومع ذلك ضاع الصيد في العجاج بتوجُّه هؤلاء، ولم يعد التشكيليون بهذا التشتت يعرفون مرجعيتهم في ظل غياب الإدارة الكبرى (المظلة) من الوزارة.. ونحن إذ لا نتدخل في أي نشاط لجمعية الثقافة بل نقدره فإننا نعتب على بعض من يقوم بالتدخل لهز الثقة في جمعية التشكيليين، بعد أن تم الاتفاق الشفهي بين جمعية التشكيليين ووكالة الوزارة، بحضور وكيل الوزارة الذي رحب وشجع وزرع الأمل للجمعية؛ لترد بعض الجميل للوزارة، وأن تقوم الجمعية بتنظيم معرض الفنون التشكيلية المقام ضمن فعاليات معرض الكتاب لهذا العام، إلا أن الأمر قد تغير، واستُبعدت الجمعية، واستُبدلت بجمعية الثقافة مع ما يمكن الاستشهاد به من التعاون المشرف والدائم من جمعية التشكيليين مع الوكالة في مناسبات عدة.. سؤال كبير يحتاج لإجابة بحجم ما عُرف من معاليكم من دعم للمبدعين دون تمييز بين الجهات والإدارات.