فهد الحوشاني
متى يفهم المغرر به أنه إذا كان هدفه الأسمى الوصول بأسرع وقت ممكن للحور العين، وهذا ما يتضح من التصريحات والتلميحات والأناشيد والأدبيات الجهادية فإن الطريق المؤدي إلى الحور العين ليس واحداً.. وأن هناك مئات الطرق المشروعة والمسالمة
ودون الحاجة إلى سفك الدماء وقتل النفس وفجيعة أسرته ومخالفة أوامر الله الصريحة، وكل تلك الطرق ستوصله إلى غايته الأسمى الحور العين.. واللواتي يعتقد أنهن ينتظرن طلته البهية على أحر من الجمر في الجنة!
متى يفهم المغرر به أن الجنة هي الهدف الأسمى للمسلم الحقيقي وليس الحور العين.. وأن الجهاد شعيرة لم يشرع أبداً من أجل الحور العين.
متى يفهم المغرر به أنه في زمن الصحابة والتابعين وزمن الفاتحين الأوائل لم يكن ضمن أدبياتهم إنتاج قصائد حماسية تعد المجاهد بالحور العين بعكس ما نقرأه ونسمعه الآن من فيديوهات وقصائد عن الحور العين يندى لها الجبين ويجب حجبها عن صغار السن ويكتب عليها +18.
متى يفهم المغرر به أن المعلمين والمعلمات والمزارعين وعمال النظافة والآباء والأمهات وكل المسلمين فرصتهم متساوية في دخول الجنة كما وعدهم الرسول إذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وسلم المسلمون من لسانه ويده!
متى يفهم المغرر به أن ثقته الزائدة بأنه سوف يدخل الجنة بعد عمليته الانتحارية ثقة لا مبرر لها.. وأن المؤكد بحسب المعطيات الدينية (الثابتة) أن الذهاب إلى جهنم قد يكون هو المتاح لأن جهنم وليس الجنة هي مكافأة من يثير الفتنة ويرعب الآمنين ويقتل الأبرياء ويستهين بحرمة بيوت الله التي أمر أن يرفع فيها اسمه والله أعلم!
متى يفهم المغرر به أن ما سيفعله إثم وجريمة، والإثم ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس، ألستم تخشون أن يطلع حتى على أهليكم على ما تخططون له وتختبئون عن أعين الناس؟!.
متى يفهم المغرر به أن قتل عشرات أو مئات أو حتى آلاف بتفجير انتحاري لن يغير من مواقف الحكومات ولا الرأي العام، ولم يسبق له أن غيّر من الأمر شيئاً! لكنه بالتأكيد سيغير من مواقف الشعوب غير الإسلامية تجاه الإسلام والمسلمين. فعملية واحدة يحقق بها الإرهاب لأعداء الإسلام أثمن ما يسعون إليه ويقدم لهم هدية لا تقدر بثمن لاستغلال التفجيرات للنيل من الإسلام والمسلمين في بلدانهم وخارجها.
متى يفهم المغرر به أن أمه وأبيه وأكثر من مليار ونصف مسلم يتبرؤون منه ولا يقرون له أعماله العدائية ضدهم وضد أوطانهم ودينهم.
متى يفهم المغرر به أن حلم قادته بتكوين دولة بقوة السلاح لن يكتب له النجاح، خاصة وأنها دولة داخلية بلا موانئ ولا مطارات ولا مواصلات ولا سفراء ولا اعتراف دولي ولا تعاملات اقتصادية.. أي أن كل مقومات الدولة غير موجودة.. وإذا كانت دول معترف بها وتمتلك كل ما سبق وعاجزة عن أن تحقق لشعوبها حياة كريمة فكيف بدولة لا يعترف بها وقامت بمعاداة العرب والمسلمين قبل غيرهم..
متى يفهم المغرر به أن الإسلام هو دين السلام والرحمة وليس دين قتل الأبرياء والمسالمين والمعاهدين والتفاخر بذبح البشر وهذا ما لم يقله سيد البشر.
متى يفهم المغرر به أنه لعبة في يد منظمات دولية تحارب به دولته ومجتمعه والدين الإسلامي؟!
متى يفهم المغرر به أن حمل رشاشات الكلاشنكوف أو التمنطق بالأحزمة المتفجرة ليس هو السلاح الناجع لنصرة الدين لكن من حمل الإسلام السمح والصحيح هو السلاح الأقوى لتغيير المفاهيم والآراء..
متى يفهم المغرر به أن هناك قبله من فجر نفسه ومات بلا ثمن.. وبلا نتيجة.. مات منتحراً أشلاؤه تملأ الشوارع ودماؤه تدوسها الأقدام وجثّته تنتهك وتهان... وليعلم أن غيره فعل ذلك.. فماذا كانت النتيجة..؟؟
متى يفهم المغرر به أن كثيراً من قادة منظمات الإرهاب قتلوا وأن المطلوبين يتناقصون.. وأن مصير كل إرهابي إما السجن أو الموت بيده أو بيد غيره..
متى يفهم المغرر به أن الأرض التي جعلنا الله فيها خلفاء.. وطلب منا عمرانها لا تعمر أبداً بالتفجيرات وقتل الأبرياء.. وإنما هذا تدمير للأرض وليس عمراناً لها.
متى يفهم المغرر به أن هناك حوراً عين بشريات خالقهن الله من بني الأصفر والأحمر ويوجد منهن أيضاً في الدول الإسلامية.. فماذا لو ألقى السلاح وسالم وسلم وتزوج منهن مثنى وثلاث ورباع في الدنيا ولقيهن أيضاً في الآخرة؟