عبد الاله بن سعود السعدون
انتهت تمارين رعد الشمال بنجاح باهر مرافقة بتعلق عاطفي من أبناء الأمة الإسلامية بهذا التظاهر العسكري المشترك والذي ضم صنوفاً من القوات البرية والجوية والبحرية لعشرين دولة أسلامية بتعانق أخوي إسلامي للرايات العسكرية لهذه الجيوش المتآخية في تمارين دامت لأكثر من أسبوعين بشكل تكتيكي عالٍ للمناورات القتالية ميدانياً, وكانت ساحة العمليات الكبرى محيط مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن وبحضور زعماء العشرين دولة الإسلامية حفل افتتاح وتمارين رعد الشمال رمزاً للتأييد الفعلي والكامل للمملكة العربية السعودية وتلبية لنداء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ومظهراً حياً لنجاح الجهود المباركة لولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بإنجاح هذا التجمع الكبير وبفترة قياسية وتقديم كل وسائل الإسناد, ودعم الإدامة الأرضية واللوجستية لهذه القوات بكل صنوفها والتي تقدر بثلاثمائة ألف مقاتل, ومشاركة ألفين وخمسمائة طائرة حربية, وخمسمائة طائرة هليكوبتر, بالأضافة لعشرين ألف دبابة حديثة مع عدد من البوارج والسفن البحرية الإسلامية في تظاهرة تمثل القوة الحربية الإسلامية المنطوية تحت التحالف الإسلامي والذي دعت لإنشائه بلادنا المملكة العربية السعودية تطبيقا ًحياً على الأرض, للتضامن والأخوة الإسلامية والتي ارتفعت رايتها بدعوة القيادة السعودية منذ نصف قرن في مكة المكرمة..
لهذه التظاهرة العسكرية أصداء سياسية قوية أهمها بأن المملكة العربية السعودية كانت وستبقى بإذن الله نقطة أرتكاز القوة الرادعة إقليمياً ودولياً بتحالف الدول الإسلامية الذي بزغ, ليبرهن بأن اليقظة الإسلامية تتفجر قوةً ضد أي خطر يهدد الأمن القومي لدولنا الإسلامية والممتدة في جغرافية واسعة في آسيا وأفريقيا وأنها قادرة أن تصطف موحدة وبسرعة متناهية إذا استشعرت بأي تهديد إقليمي أو دولي. وأظهرت هذه التمارين التعبوية أن قوة المسلمين باتحادهم والتفافهم على أرض الوحي وقبلة المسلمين وبسرعة مثالية في تلبية النداء الأخوي وبينت للأصدقاء قبل الأعداء بدء مرحلة الاعتماد على القوى الذاتية الإسلامية كتحالف قوي جديد يضاهي التحالفات العسكرية العالمية أمثال الناتو والتحالف الإستراتيجي الروسي ودول آسيا الوسطى, وقد أفزع كل أعداء أمتنا الذين صحوا على قوة العدة والعدد المشارك بهذه المناورات الحية, وأظهرت تشابك القوميات المتعددة تحت نداء لا إله إلا الله محمد رسول الله شعار الشهادة الموحد لكل المسلمين في العالم والممثلين للدين الحنيف الوسطي, والصد المنيع أمام كل أنواع التطرف والجنون الإرهابي المشوه لروح الإسلام دين المحبة والإخاء والسلام.
مشاركة القوات المصرية الشقيقة بزخم عالٍ من حيث التنوع العسكري للصنوف القتالية من سلاح الجو والقوات البرية والبحرية بقيادة رئيس الأركان العامة وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي حفل افتتاح العرض العسكري يعطي بعداً عميقاً للدور القومي المصري في الحماية والدفاع عن أمن الخليج العربي ورسالة مباشرة تحمل معاني عديدة للنظام الإيراني بالصحوة العربية الإسلامية ووسيلة ردع قوية للأطماع الجيوسياسية لكل الطامعين بالجغرافية العربية وسلب ثرواتها الطبيعية وبصورة مباشرة لنصرة الشعبين الشقيقين الصابرين العراقي والسوري نحو التحالف الروسي الإيراني والمليشيات الإرهابية صنيعة ملالي إيران حليفة الدكتاتور الصغير بشار وحسن نصرالله..وبصفتي من المهتمين بالتقارب العربي التركي تمنيت مشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان أو الدكتور أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية في مراحل هذة المناورات الإسلامية وبحضور الرئيس السيسي لإذابة الجليد الذي طال تجمده حول العلاقات التركية المصرية وأهميتها الإستراتيجية في قوة ومتانة التحالف الإسلامي وإنجاح المشروع العربي الموازي للمشاريع الإقليمية والدولية, والأمل لازال مطروحاً في المحاولات الخيرة بالتوسط لذوبان هذا الجليد الغير مرغوباً به عربياً وإسلامياً لأهمية التوافق المصري التركي لأمن واستقرار المنطقة بكاملها وأهميته القصوى للتكامل العربي التركي في هذا الظرف الصعب الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط والتي تعيش تحت صفيح ساخن بتأثير التمدد الجغرافي والتحريض الطائفي الإيراني وتعريض أمن الخليج العربي للخطر الدائم والدكتور أحمد داوود أوغلو زعيم الحزب الحاكم في تركيا صاحب النظرية المشهورة في العلاقات الدولية المسماة (تصفير العلاقات الثنائية) وقد يكون تطبيقها الآن الحافز الرئيسي لتسخين الجليد المصري التركي. وتعود لحالتها الودية المرجوة.
تحية تقدير وترحيب لكل المقاتلين المشاركين بهذه المناورة الإسلامية الكبرى ورسالة سلام ومحبة من قادة التحالف الإسلامي لكل الشعوب الإسلامية وشعوب الجوار العربي الإقليمي وبالقوة التي حملها الرعد من شمال المملكة العربية السعودية بمطر الخير كل الخير للذين يجنحون للسلم أما المغتر المتباهي بصواريخه البلاستيكية إذا استمر على نهجه بالتهديد والتحريض والتدخل بشؤننا الداخلية آنذاك ستفتح أبواب السماء عليه ومن يتبعه من المليشيات الطائفية الإرهابية في العراق وسوريا بنار البرق والرعد المتحفز للردع الصادر من قوات التحالف الإسلامي.
(وقد أعذر من أنذر)..