سعود عبدالعزيز الجنيدل
منذ أن وطئت قدماي هذه المنشأة المهيبة (مؤسسة الجزيرة) وأنا في قمة الاندهاش، والذهول.
هذا الصرح الإعلامي الكبير، والمشهور على المستويات الخليجية والعربية، والعالمية، جعلني أتساءل بيني وبين نفسي ما الذي عساني أن أقدمه لهذا الكيان الرمز، ولكي أصدقكم القول، كنت وما زلت أرى أنني لن أقدم شيئا كبيرا مقارنة بما قدمه وما زال يقدمه لي هذا الكيان العظيم.
شعرت بالفخر والزهو بانضمامي لهذا الكيان، الذي كان حلما بالنسبة لي، ففي الماضي كنت مجرد متفرجا (قارئا) لهذه الصحيفة الرائعة، أما الآن فقد أصبحت مساهما فيها، وإن كانت هذه المساهمة تعد من النزر اليسير.
هذا شرف لا يضاهيه شرف، فالدخول إلى هذه المنشأة، -التي هي من وجهة نظري جامعة حقيقية تنهل منها شتى أنواع العلوم، وتحتك مع أفضل الكتاب، والأساتذة والأكاديميين، وعلى رأسهم بكل تأكيد الأستاذ خالد المالك، هو تجربة حقيقة حية.
ومن خلال هذه الجامعة استطعت التعلم من الكتاب الرائعين، في شتى المجالات من أمثال -على سبيل المثال لا الحصر- الدكتور جاسر الحربش، الدكتور عبدالرحمن الحبيب، الأستاذ سعد الدوسري الأستاذ جاسر الجاسر، والدكتور محمد العوين والدكتور أحمد الفراج.
وأجدني أقرأ تلقائيا لكاتبتنا الأستاذة كوثر الأربش التي تعد أنموذجا رائعا يحتذى به في الوطنية.
وفي المجال اللغوي (زاوية الثقافة) تجد جهابذة اللغة والفكر من أمثال أساتذتنا في جامعة الملك سعود: الدكتور عبدالله الغذامي القامة الثقافية الوارفة محليا، وعربيا، والدكتور أبو أوس الشمسان، وفي زواية الرأي تعجبني كتابات شيخنا «أبو عقيل الظاهري».. وفي الحقيقة هناك كتاب وكاتبات غيرهم ممن يغنوا الصحيفة بروعة فكرهم، وحصافة رأيهم، وسلاسة طرحهم، ولكن المقال لا يسع لذكرهم جميعا.
لهذه أسميتها جامعة وبإمكاني أن أنهل منها في شتى العلوم والمعارف، وهذه فرصة عظيمة أشكر الله عليها.
ومع هذا كله يجب أن أبذل جهدي، وأتتبع خطا هؤلاء الأعلام الكبار، ولا أقف عند ما وصلوا إليه، ومثلما غرس فينا المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بضرورة البناء فوق ما فعلت أوائلنا، حينما أمر «البناء» أن يغير في الأبيات الموجودة على مدخل قاعة الاستقبال في قصر المربع التي كانت
لسنا وإن كرمت أوائلنا
يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعل مثلما فعلوا
ليصبح بعد أمر الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعل (فوق) ما فعلوا
وهذا الوعي الذي يجب أن أسير، ويسير عليه غيري، وقد كنت سابقا أردد قول المتنبي:
لا تجسر الفصحاء تنشد ههنا
ولا أجرؤ أن أقول الشطر الثاني، ومع احتكاكي بهذه النخبة، استطعت أن أكمل الشطر لأقول:
لا تجسر الفصحاء تنشد ههنا
بيتا ولكني الهزبر الباسل