سعد الدوسري
تروي لي إحدى الزميلات قصتها مع موظف ظريف من موظفي جوازات جسر الملك فهد، حين لفتَ نظرها إلى انتهاء تصريح سفرها بمفردها، فقالت له:
-أنا حسب الجواز، من القواعد.
ولأنها كانت متحجبة، وكان الموظف قادراً على رؤية وجهها، فلقد رد عليها:
-خليك في الرسم أحسن!
تذكرت هذه القصة، وأنا أتابع الضجة التي أحدثتها تصريحات بعض المشاركين في برامج حوارية، حول قضايا المرأة، إذ استغلوا مصطلح «القواعد من النساء»، للدفاع عن وجهات نظرهم، مما أغضب المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي، نساءً ورجالاً، لكون الاستغلال ليس موضوعياً وليس أخلاقياً، فالمرأة في النهاية مرأة، ومن غير اللائق أن تقول في غيابها ما يجرحها، فكيف في حضورها؟! وكيف إذا كان هناك ملايين يشاهدونها؟!
في معظم الحالات، هؤلاء الذين يتحدثون عبر الهاتف للبرامج الحوارية عن الأعمار المتقدمة للنساء، هم أرق من النسيم العليل، عندما يلتقون وجهاً لوجه مع النساء خارج المملكة، طارحين مثالاً حضارياً لا يشق له غبار؛ فلماذا إذاً هذا التوتر مع نسائنا؟! ولماذا يكون الحوار معهن مكتسياً هذه اللغة الجارحة والقسوة المفرطة؟! هل هو الخوف من أن تتبوأ المرأة موقعاً لا يرغبون أن تتبوأه؟! هل هي الخشية من أن تقود بموقعها الجديد، ظواهر لا يريدون أن تقودها؟! هل هي الرغبة في أن تبقى المرأة بلا صوت وبلا قرار وبلا حرية اختيار؟! أم أنّ كلَّ هذا بمثابة ورقتهم الأخيرة اليائسة؟!