عماد المديفر
حين نقول إن حزب الله منظمة إرهابية فإننا نتحدث عن تاريخ إجرامي أسود ملؤه الدم والقتل والخطف والإرهاب والتفجيرات والمؤامرات والاغتيالات، ملؤه التجسس والعمالة، والمخدرات التي تعتبر أحد أسلحته الخفية القذرة في ابتزاز وإخضاع الخصوم أو من يجرؤ على كشف حقيقة هذا التنظيم الخبيث العميل، وهذا الأمر ليس بجديد، ولا خفي، فهو جزء لا يتجزأ من أسلحة منظومة دولة «الولي الفقيه» في طهران.. المشهورة بهذا النوع من العمليات القذرة.. تماماً كما هو نظام المجرم بشار الأسد.
وحين أريد أن أتناول جرائم هذا الحزب، فلن يكفيني مقال أو اثنين أو ثلاثة، بل سأضطر لإصدار كتاب من الحجم الكبير لسرد عدد من الحقائق السوداء، التي تكشف الحياة الإجرامية المظلمة في لبنان، والتي يديرها بعقلية إجرامية مخابراتية قذرة هذا الحزب العميل.. واحتراماً للبنان واللبنانيين الذين هم في الحقيقة ضحايا لجرائم هذا الحزب.. لن أتعمق أكثر، وأرجو أن لا اضطر لذلك، إذ يحدوني الأمل في أن يتمكن أشقاؤنا اللبنانيون من الانعتاق والتحرر من سلطة هذا التنظيم الإرهابي والوحشي القذر الجبان، الذي اختطف قرار الدولة اللبنانية، ورهنها لعمائم الشر والإرهاب، معتقداً أن لبنان الدولة والتاريخ والشعب والحضارة مجرد ورقة «رخيصة» يتلاعب بها دجاجلة ملالي طهران، وشيطانهم الأكبر.. «الولي الفقيه».. وهو ما صرح به علناً الخبيث نصر الله أن قال: «نحن ليس لدينا مشروع دولة في لبنان.. ومشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره؛ كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع الدولة الإسلامية، وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صحاب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه»..
وبالتالي حين يخرج إلينا التكفيري الإرهابي المجرم «حسن نصر الله» ليتحدث لنا عن «التكفير والتفجير».. فإننا نلقمه ونلقم حزبه الإجرامي العميل بالحقيقة.. هذه الحقيقة التي تقول إن «حسن نصر الله» وحزبه هم أكبر تكفيريين على وجه الأرض، إذ يعتقدون اعتقاداً تاماً جازماً بكفر جميع المسلمين دون استثناء.. وهذا أصل من أصول عقيدتهم الإمامية الإثنى عشرية التي تقول بولاية «الولي الفقيه».. وأن من لا يعتقد بذلك منهم في قرارة نفسه، موقناً بها قلبه، فإنه يكفر هو الآخر..! وهو ما ذكره نصاً شيخهم المفيد في الكتاب المرجع «أوائل المقالات»، تحقيق إ.الأنصاري، دار المفيد، بيروت ط2، 1993، ص44 ما نصه: «الباب السادس: القول في تسمية جاحدي الإمامة، منكري ما أوجب الله تعالى للأئمة من فرض الطاعة: واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة (الإثنى عشر، و»الولي الفقيه» النائب بالحق لصاحب الزمان، الإمام الغائب «الثاني عشر») وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة.. فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار»، أي أن جميع المسلمين الذين لا يعتقدون بإمامة وتأليه الولي الفقيه، أو أحد الأئمة الإثنى عشر -تعالى الله وتقدس وتنزه عما يقولون ويشركون علواً كبيراً- فهم «كفار خارجين عن الملة مستحقين للخلود في النار»..! وقد سألنا أكبر المرجعيات الشيعية في العالم «السيستاني» عدة مرات عن هذا القول وهذا المعتقد، أحدها من طرف صديق لي شيعي، ليرد على ما ذكره الشيخ المفيد في كتابه بأنه أصل من أصول الاعتقاد عندهم، من لا يؤمن به يخرج عن الإمامية الإثنى عشرية، وبالتالي يخرج عن الإسلام الذي يعتقدونه.. فلم يرد، وأكيد لن يرد؛ لأنه سيكشف حقيقة تكفيرهم لجميع البشر دون استثناء.
أما التفجيرات، والسيارات المفخخة فإنها إستراتيجية ثابتة أصيلة للحزب الإجرامي منذ تأسيسه، وليست مجرد تكتيكات قد يلجأ إليها في بعض الحالات كما يظن عدد من المحللين بسذاجة؛ فمن حادثة تفجير السفارة الأمريكية في بيروت سنة 1983 والتي راح ضحيتها 63 شخصاً ما بين لبنانيين وأمريكان، وتفجير ثكنات القوات الأمريكية والفرنسية عبر شاحنتين مفخختين في العام ذاته، وراح ضحيتها 300 إنسان ما بين لبناني وفرنسي وأمريكي، فاستهداف السفارتين الأمريكية والفرنسية وعدد من المنشآت الحكومية في دولة الكويت، وبذلك أدخل الحزب ثقافات «المفخخات» في المنطقة، وما تلاه من تفجير مطعم في اسبانيا عام 1984م راح ضحيته 100 إنسان، فالسيارة المفخخة التي استهدفت السفارة الأمريكية في بيروت مرة أخرى عام 1984م وقتل فيها 11 شخصاً، وأصيب 60 آخرون، ثم محاولة اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح -عليه رحمة الله- بسيارة مفخخة، ومحاولة تنفيذ عدة أعمال إرهابية في الكويت عبر السيارات المفخخة من خلال خلية كان يقودها المجرم «مصطفى بدر الدين» -والمتورط في عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري عبر شاحنة مفخخة عام 2005م- فخطف الطائرة الكويتية، وقتل 4 مواطنين كويتيين أبرياء، ثم التورط في اغتيال عدد من الدبلوماسيين السعوديين في عدة عواصم، فاستهداف الحجاج في مكة عام 1989م عبر عبوات ناسفة، فتفجيرات بيونس آيرس، ثم تفجيرات الخبر في المملكة عبر شاحنة مفخخة عام 1996م راح ضحيتها العشرات، وأصيب حوالي 400 شخص، وتفجيرات عمان في العام نفسه عبر تجهيز أحزمة ناسفة وتفخيخ عدد من السيارات، وتسليمها للإرهابي القاعدي أبو مصعب الزرقاوي بتنسيق مع المخابرات السورية والتي راح ضحيتها العشرات، واستطاع الأمن الأردني حينها، وبجدارة، إحباط تفجير السيارات المفخخة والقبض على الإرهابيين المرتبطين بما يسمى بـ»القاعدة في بلاد الرافدين» والتي تحولت فيما بعد لـ»داعش».. ومع اندلاع ثورات ما يسمى بالربيع العربي مطلع العام 2011 اكتشفت خلايا نائمة تنتمي للحزب في الكويت والبحرين والسعودية، إضافة إلى تنشيط خلايا التجسس في هذه الدول، ودعم العمليات الإرهابية فيها، وضلوع عناصره في الخليتين الإرهابيتين اللتين كُشف عنهما في الرياض وجدة عام 2012، وتورطه في عمليات تهريب قيادات إخوانية وإرهابية من السجون المصرية، وتسليح الجماعات الإرهابية في سيناء، والكشف عن مخططات للحزب في مصواليمن والسودان ونيجيريا، وأمريكا اللاتينية، وجنوب شرق آسيا.. وغيرها كثير مما لا يسع المجال لذكره..
إن القضاء على هذا الحزب أصبح مطلب عالمي لتحقيق الأمن والسلم، وخطوة أساسية للقضاء على الإرهاب والفوضى. إلى اللقاء.