محمد الشهري
** فرّط الهلال في فرصة تصدّر مجموعته الآسيوية المتاحة عن طيب خاطر، وأقول عن طيب خاطر، وذلك من منطلق وفرة المعطيات وملاءمة الظروف التي أحاطت لقاءه بشقيقه الجزيرة الإماراتي يوم الثلاثاء الماضي!.
** ذلك أن الطرق المؤدية لتسنّم ترتيب المجموعة، كانت سالكة ومتاحة، ولا ينقص بلوغ الهدف سوى إدراك المدرب وفريقه بأن عليهم التعامل الأمثل مع متطلبات استثمار تلك المعطيات والظروف المتاحة بشيء من الجدّيّة، واستشعار قيمة الخروج بنقاط اللقاء كاملة لتعزيز ودعم المحصلة النقطية!.
** فالفريق الأوزبكي (بختاكور) قد تكفل بتعطيل الفريق الإيراني (تراكتور) بفوزه عليه وإيقافه على نقاطه الست، وفريق الجزيرة الإماراتي -مع كامل الاحترام والتقدير- متواضع، وبالتالي إمكانية كسبه بنتيجة أكثر من هدف مسألة منطقية، أي أن اعتلاء قمة ترتيب المجموعة قد تهيأت بكل أريحية، ولكن!!
** هذا التفريط لا يتحمله (دونيس) وحده، بل إن اللاعبين يشاركونه المسؤولية، فهل يحتاج كل لاعب في الفريق إلى من لا يكفّ عن تذكيره بضرورة استثمار فرص التسجيل، كذلك ضرورة التركيز دفاعياً، ولاسيما وقد تكررت حالات التهاون في استثمار الفرص السانحة للتسجيل، كما تكررت حالات التراخي في التعامل مع متطلبات الدقائق الأخيرة من المباراة، مما كلف الفريق خسارة الكثير من النقاط التي في حوزته، يحدث هذا ليس على الصعيد الآسيوي فقط، وإنما على الصعيد المحلي أيضاً وبكثرة، حتى أضحت شبه عادة!!.
** المزعج حقيقة هو أنه مع تكرار هذه الأخطاء المكلفة، ومع تكرار تنبيهات ذوي الرؤى والخبرات الفنية إلى ضرورة معالجتها.. إلاّ أنها ظلت قائمة وكأنها حسنات يجب المحافظة عليها!!.
** ولا يعني هذا أن الإدارة في منأى عن المسؤولية عمّا يحدث، بل العكس، فطالما أن العمل تكاملي، أي عمل منظومة، فالكل سواسية في تحمّل المسؤولية، والأهم أن التعويض مازال متاحاً، فهل من جدّية تواكب هذه الإمكانية ؟.
الإرهاق وبعض أسبابه
** كالعادة في مثل هذا الوقت من كل موسم.. لا حديث يعلو هذه الأيام على حديث المدربين وشكواهم من الإرهاق، وخصوصاً عندما يفشل الفريق في تحقيق تطلعات أنصاره لسبب أو لآخر، والتي قد يكون الإرهاق من بينها.
** وللإنصاف يجدر بنا الاعتراف بوجود الإرهاق كحقيقة ماثلة، كما يجدر بنا الإقرار بمدى تأثيره الواضح في أداء معظم اللاعبين، ولكنه من الإنصاف أيضاً أن نشير إلى بعض الأسباب المؤدّية إلى ذلك المعدّل العالي من طغيانه، غير ذريعة كثرة المشاركات وتداخل المسابقات.
** ذلك أن اللاعب العربي عموماً، والسعودي خصوصاً، لا يلقي بالاً لضرورة ترشيد مخزونه اللياقي أثناء اللعب.. لذلك تراه لا يكلّ ولا يملّ من اللف والدوران والركض خلف الكرة في كافة أرجاء الملعب بدون داعِ، في حين أنه بإمكانه، بل من الأجدى والأنفع أن يمرر لزميله وبالتالي يوفر على نفسه مشقّة الجري غير المثمر، فضلاً عن توفير ذلك الجهد المُهدر بلا طائل.. هذا عدا عدم القدرة على التخلص من إرث (العكّ) الذي يحدث كثيراً، كتزاحم وتجمّع معظم اللاعبين من الفريقين على الكرة في حيز ضيق من الملعب مما يتسبب في حدوث احتكاكات وكدمات مؤثرة تحدّ من قدراتهم الأدائية خلال المباريات اللاحقة.
** نحن نشاهد المنافسات الكروية في العالم بمختلف مستوياتها وثقافاتها، ورأينا كيف تتعامل الفرق المحترفة ونجومها مع مجريات اللعب من حيث حُسن الانتشار والتمركز وبالتالي سهولة التمرير وسلامة التسليم والاستلام بلا تعقيدات، لذلك يظل اللاعب يؤدي طوال وقت المباراة بنَفَس واحد وبرتم واحد، بعكس (ربعنا) الذي ما إن يمضي نصف الشوط الأول من المباراة حتى تراهم (يلهثون) وأرجلهم (تخبّط) في بعضها من فرط استنزاف طاقاتهم في مالا جدوى منه!!.
** يعني بالمختصر : المسألة مسألة فكر وثقافة هنا، وفكر وثقافة هناك.. والله أعلم.