فهد بن جليد
لا يكفي أن تضع جوائز ذات (مسميات رنانة) دون أن تعمل على خلق التجارب التي تحقق الأهداف. كنت أعتقد أن جائزة الشاب العصامي في القصيم مجرد (بربقاندا) لتلميع دور ودعم رجال أعمال أي منطقة، والتفاتهم (نحو الشباب)؛ حتى لا يقال إنهم مقصرون، ولكن الحقيقة كانت مغايرة؟ فلكونها جائزة تهدف لدعم من يعتمدون على ذواتهم من أجل تغيير أنفسهم ومحيطهم نحو الأفضل استضافت هذه الأيام رئيس وزراء ماليزيا الأسبق (مهاتير محمد)؛ ليحاور الشباب، ويعرض تجربته نحو القمة، وكيف تحول من شاب ينتمي إلى (أسرة فقيرة) إلى صاحب (أشهر) تجربة تغيير مجتمعي تشهدها آسيا. مما قاله (مهاتير) في القصيم: حتى تنجح يجب أن تعتمد على نفسك أولاً، مع ضرورة التعلم من الآخرين، والحصول على خبرات من حولك، وأن تكون واعيًا وشديد الملاحظة، وأن تكون متوافقًا ومتطورًا مع تغير العالم؛ فالإسلام دين عظيم. اليوم نشهد هجرة عكسية من الغرب؛ لأن معظم المهاجرين يعودون لتطبيق ما تعلموه من الغرب في بلدانهم. إذا كان (مهاتير محمد) أنموذجًا عالميًّا ملهمًا فعلى الجانب الآخر يأتي حضور وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي (أنموذجًا سعوديًّا) شبيهًا؛ إذ تحول من موظف بسيط إلى أحد أهم المناصب القيادية الاقتصادية العالمية. حتمًا سنجني أثر حضور هذه الشخصيات العالمية المؤثرة على شبابنا، مع فوز عدد من الشبان بجوائز (العصامية)، ويكونون ملهمين في مجتمعاتهم الصغيرة، وهي خطوة مهمة في طريق التغيير الإيجابي لأي مجتمع. هذه القصة تستحق أن تكون ملهمة لبقية المنظمين في المناطق؛ لتتحول جوائزنا ومسابقاتنا من مجرد (منصات خطابية) وتوزيع دروع إلى ورش عمل حقيقية بالاحتكاك بملهمين وقادة. أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود يستحق لقب (الأمير الخلاق) في منطقته، فعندما آمن بدور الشباب كثروة وطنية فتح لهم مضمار المنافسة على كل الأصعدة، وسهّل جميع العقبات أمام المبدعين والمبدعات، حتى غدا حضور شخصيات عالمية مؤثرة في منطقته أمرًا غير مستغرب. وعلى دروب الخير نلتقي.