سعد السعود
دأب صغار العقول وملوثو الفكر ومعدومو الأخلاق في مواقع التواصل الاجتماعي على إطلاق ألسنتهم بالسباب والشتم.. وتسخير أحرفهم للتشكيك والاتهام بالذمم.. متسلحين في ذلك خلف تخفيهم بأسماء مستعارة.. أو مطمئنين إلى حلم من يتهمونه وترفعه عن النزول لمستواهم في الإساءة.. حتى بلغ الأمر مبلغاً لا يمكن السكوت معه.. فاتهامات التواطؤ أصبح يرددها المريض والإمعة.. دونما اكتراث بعواقبها وما تسببه من تشويه للسمعة.. ومع هذا المنحى الخطير.. حان الوقت للتحرك والانتقال من خطوة الترفع إلى الترافع في الشكاوي.. لذا وجدنا إدارة الشباب تتحرك قانونياً تجاه بعض المسيئين للنادي ولاعبيه في مواقع التواصل الاجتماعي.. وقد سبقتها في ذلك إدارة الهلال وطرقت ذات الباب.. لإلجام أهل التهم والسباب.. لعل هذا الأمر يكون رادعاً لمن اعتاد الاتهام.. وأصبح يغرق في مستنقع الكلام.. وبظني فهذه الخطوة ستكون -إن اكتملت- هي الأنجع لعلاج هؤلاء المرضى.. وإسكات هذيان أولئك الحمقى.
ولا أدري حقيقة كيف لهؤلاء المرضى أن يطلقوا مثل هذه التهم الخطيرة وتحديداً ضد الشباب.. وهو الكيان الذي لم ينحن يوماً لفريق.. فلم يسهم بتسهيل فوز منافس في مباراة أو ينقذ آخر غريق.. همه كان ولازال منذ الأمد نفسه فقط.. يدافع عن مبادئه التي لم يتجاوزها قط.. لذا بقي سجله أبيضاً ناصعاً كملابسه.. وظلت سيرته عطرة لا لبس فيها.. في تاريخ مليء بالمنجزات.. خالياً من أي نوع من التجاوزات.
ويكفيني في هذا الأمر من العبارة إشارة.. فقبل عامين مثلاً.. وعندما احتدم التنافس بين الهلال والنصر على بطولة الدوري.. لاكت بعض النصراويين الليث بالاتهام.. ولمزوا ناحية علاقة الليث بالزعيم حتى وصفوه بقطع الغيار.. لكن أسكتتهم قدم معاذ عندما سجل بالهلال.. ليبعد الأزرق عن البطولة ويفرش بذلك طريق الأصفر بالورود للقب انتظاره طال.. ولا أريد أن أستطرد في ضرب الأمثال.. فالشباب حكاية نزاهة على مر الأجيال.. فلم ولن يكون يوماً غارقاً في هذا المستنقع.. فالشيوخ اعتادوا السمو والجلوس في مكان مرتفع.. في حين يرمقهم المأزومون في آخر السفح.. غير قادرين على الوصول لقمتهم ولا حتى النيل منهم.
أخيراً، تابعت ردود الأفعال تجاه الخطوة الشبابية الإيجابية بالتحرك ضد المتهمين للفريق ولاعبيه بالتواطؤ.. ولفت انتباهي عدد محدود عارض الفكرة.. وقد يكون عدم إعارة اهتمام بعض المعارضين الشبابيين لتحرك الإدارة قانونياً أمراً مبرراً عطفاً على الحالة الفنية للفريق.. لكني أرى أن التقصير في الفريق فنياً لا يعني إهمال شكوى المسيئين.. لكن ما لا أجد له مبرراً ويصيبني بالضحك هو عندما يهمش أحد ما هذه الخطوة الآن وهو من حمل طبله للتصفيق لذات الخطوة قبل عام.. هنا وكأني أرى المنطق يشد شعره ولا يلام.. أما أنا فيجف مني الكلام.. وتبقى القهقهة مع الدهشة وربما الشفقة هي جوابي لهذا التناقض الفاخر وما حمله من استفهام.
الفئات السنية يا ليوث!
تقدم فرق الفئات بنادي الشباب إلى حد ما مستويات جيدة.. فالفريق الأولمبي ثالثاً في فئته.. وفريق الشباب رابعاً في درجته.. أما الناشئين فيحل ثانياً في دوري مجموعته.. بإشراف مباشر من عضو مجلس الإدارة الأستاذ كنعان الكنعاني ومعاونيه في مهمته.. وهو الرجل الذي أسهم أيضاً في التوقيع مع عدد من اللاعبين قبل يومين.. حيث تم استقطاب الحبيش والضرغام والبشير والكليب.. وكل ذلك سعياً في دعم النادي ومسيرته.
ومع هذا الجهد الكبير.. وتعدد الفئات السنية بمختلف الأعمار.. وكثرة اللاعبين الملتحقين من الصغار.. مع هذا الكم الهائل عدداً وما يحتاجه من عمل جبّار.. فإن المصروفات ترتفع وفاتورة الموسم باهظة.. ولذا فأتمنى من مسيري النادي دعم هذه الشريحة فهي مستقبل النادي بإذن الله.. وأي تقصير في ذلك قد يعني هجرة اللاعبين وربما حتى الإداريين.
وعليه فإني أتوق في قادم الأيام إلى خطوات ملموسة في هذا الجانب.. تسهم في دفع عجلة الفئات السنية للأمام.. وتشعرهم بشيء من الاهتمام.. حتى يكون العائد على الفريق الأول جيداً ويبعث على الاطمئنان.. وإلا فأخشى ما أخشاه أن يستيقظ رجال الشباب متأخرين على خطأهم في التقصير ويكون وقتئذ قد فات الأوان.
آخر حرف
(لا يهمّني أن أكون شخصا كاملا.. يكفيني أن أكون شخصا لا ينافق ولا يجامل.. ولا يعرف الناس وقت الحاجة.. ولا يوهم أحدا بأشياء مزيّفة!).