سعد السعود
هم وحدهم من يملك القرار.. وصفارتهم وحدها من بيدها تحويل المسار.. فريق ربما ينال بطولة ولم يقدم مهرها.. وآخر يحرم من تتويج في مناسبة هو الأحق بذهبها.. ومع هذا تمر أخطاؤهم ـ وكأن على رأسهم الريشة ـ برداً وسلاماً على المسؤول.. وتتكرر أخطاؤهم مباراة تلو أخرى، وكأن قانونهم حُمل في نعشه.. فماذا يمكن عنهم أن نقول:
- يخطئ الحكام بالقرارات.. فيغضب المسؤولون فيصرّحوا.. ليعاقبوا!
- يخطئ الحكام بالمباريات.. فيغضب اللاعبون فيعترضوا.. ليعاقبوا!!
- يخطئ الحكام بالصفارات.. فيغضب المدربون فيتذمروا.. ليعاقبوا!!
- يخطئ الحكام بالبطاقات.. فيغضب الرؤساء وللإعادة يطالبون.. ليعاقبوا!!
- يخطئ الحكام بالتسللات.. فيغضب الحراس من الإجحاف فيصرخوا.. ليعاقبوا!!
- يخطئ الحكام باللقاءات.. فيغضب الجمهور وبالميدان يقذفون.. ليعاقبوا!!
- يخطئ الحكام.. فيغضب الجميع.. ويدفعوا ثمن غضبهم في الملعب وخارجه.. وتبتسم «الانضباط» للمخالفات.. لتفرض الغرامات.. وتعاقب كل ما سبق إلا المخطئ أولاً!!
لم يكن ما حدث بلقاء الاتحاد مع القادسية من خطأ فادح وليد مباراة.. فقبلها بكأس سمو ولي العهد كادت البطولة تذهب لغير مستحقها.. وتعالت غير ذي مرة أصوات الفرق الأخرى من شدة حرقتها.. حتى أضحت المباراة التي بلا أخطاء هي النادرة.. أما الوضع المعتاد فهو مزيد من الحبر يُسال على روح القانون ومواده في كل جولة!
غريب أمر هؤلاء الحكام.. أكثر من يخطئ وأقل من يعاقَب.. إن عوقبوا أصلاً.. فأحياناً تجدهم بدلاً من ذلك يُكرَّمون!
- أحدهم عاث بالقانون ولاعبي الفريق المنافس ليزف الفريق الآخر للصدارة.. وبدلاً من المحاسبة كُلف حكماً بالبطولة الخليجية!
- آخر.. تعامى عن رؤية مخالفة يشاهدها أقصى من هو جالس في المدرج.. وبدلاً من مساءلته رُشح حكماً في النخبة الآسيوية!
- ثالث.. اتهم لجنة الحكام ورئيسها بالمحاباة.. وساق من التهم العديد.. الواحدة منها تزلزل اتحاداً وليست لجاناً.. ومع هذا لم نسمع تحقيقاً أو حتى بياناً!
- رابع.. شكا ممن هم حول اللجنة من أشخاص.. وأشار للنافذين بالاسم.. وبدلاً من إبعاد هذا النافذ أو ذاك.. وجدنا رئيس اللجنة يبقيه بلا مسمى وظيفي!
عجيب فعلاً أمر هؤلاء الحكام ولجنتهم.. محصّنون من المحاسبة في الملعب.. ومحصّن رئيسهم في اللجنة من إقالات المكتب.. تغيَّر كل من في لجنة الحكام وبقي الرئيس.. مع أنه الآمر الناهي.. والبقية مجرد كومبارس!
أخيراً.. أي حظوة تملكها هذه اللجنة عما سواها؟.. فقراراتها محل امتعاض لكل من في المنظومة الرياضية.. ومراقبوها ينشرون غسيلهم ـ عفواً ـ أقصد تقاريرهم على صدر الصحف بلا أدنى مسؤولية.. وحكامها يرتكبون الأخطاء البدائية.. ومع هذا بقي رئيس هذه اللجنة عصياً على التغيير.. ولجنته عصية على التطوير.. أي لجنة تلك التي باتت أقوى من الاتحاد عكس من سواها من لجان؟! وإلا فما تفسير أن يطول أنف إدارة الاتحاد كل اللجان.. وعندما يصل الأمر للجنة الحكام فجأة تصاب حاسة الشم بالتوقف!
شباب الجبال.. غاية بالجمال!!
بعدما كادت هوية الشباب تختفي.. وبعدما فقد الفريق من اسمه وهيبته الكثير بسبب أخطاء الموسم الماضي وبداية هذا الموسم.. إذا بالفريق يعود من بعيد.. ويعيد للمحبين البسمة من جديد.. لتدب الحياة في نفوس المشجعين.. في مشهد نسي الشبابيون فصوله منذ ما يقارب العامين.
تحركات يناير كانت كلمة الفصل.. والأمير فهد بن خالد بمعية الإدارة كانوا كلمة السر.. أما فتحي الجبال فكان مفتاح النصر.. لتعود الروح للفريق، ويعاود الكتابة على السطر.. كتابة انتظرها المحبون طويلاً.. وغضب منها الكارهون كثيراً.
خمس جولات بالدوري بمعية الجبال.. كُتبت في غاية الجمال.. انتصار تلو انتصار.. ومستوى في بعضها يعيد للأذهان الإبهار.. وقراءة حاذقة من المدرب لإعادة استكشاف اللاعبين.. فشاهدنا ما يقدمه بدر السليطين.. بعدما كاد يموت في الدكة.. لانعدام الفرصة بسبب قلة المشاركة.
ولأن القادم أصعب.. والجمهور أصبح يترقب.. لذا فالليوث ينتظرون الكثير من فريق اعتاد الذهب.. وعوّدهم على الإمتاع والأناقة في الملعب.. وبظني لقاء الأهلي العصي على الخسارة منذ أكثر من خمسين مباراة سيكون هو أجمل مصافحة للعاشقين الألماسيين الذين تعبوا من المعاناة.. هكذا بدأ الطموح يعود للواجهة.. وباتت الجوهرة هي الوجهة.. فهل تواصل كتيبة الجبال مسلسل الانتصار.. أم تعود لمستنقع الانكسار؟!