عبدالعزيز بن سعود المتعب
للصمت على الكلام في غير موضعه أكثر من مزيّة والشواهد كثيرة، سواء في مصادر التشريع الإسلامي أو في خلاصة تجارب الناس في كل زمان ومكان، وقد لوحظ تَسرُّع البعض في تجاوزات هم في غنى عنها، من خلال (إسقاطات) على بعض الشعراء الشعبيين باسم التنظير تارة ممن حاولوا امتهان النقد وهم لا يملكون أبسط أدواته، وباسم المزايدة الوهمية على محبة الشعر الشعبي، دون أدنى علاقة بينهم وبين أصالة هذا الشعر، سواء من خلال تجاربهم الشعرية المتواضعة أو ذائقتهم الشعرية قياساً ببعض اختياراتهم الشعرية الملموسة، ولمحدودية نظرتهم كان الخلط بين النقد الوهمي والشخصية، مما أفضى إلى اشحتدام أخد المواقف وتصعيدها بشكل رسمي، من خلال أحد الشعراء المعروفين تجاه آخر، والإشارة إلى مثل هذا الموقف هي رصد لتصرفات طال الصبر عليها، وللصبر حدود، على حد تعبير الشاعر المتضرّر الذي أكَّد لـ(مدارات) أن من تجاوزوا بحقه عادوا يلتمسون عفوه عنهم، بعد أن لمسوا جديّة موقفه، وهذا أبسط حقوقه تجاه نفسه.. يقول الشاعر كعب بن زهير:
مَقَالَةُ السُّوء إلى أهْلِها
أسْرَعُ مِنْ مُنْحَدرٍ سائِلِ
ثم إننا في عصر تمرحل فيه الإعلام بصوره كافة، بشكل قد ينطبق عليه قول الشاعر بشار بن برد في جزئية عدم استدراك الكلام والرجوع عنه بعد سرعة انتشاره المذهلة، وتحديداً عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي على تنوعها، بقوله:
لسَتْرُ الشْمسِ أيْسَرُ مِن كلام
تُستِّرُه وقدْ ملأَّ الفَضَاءَ
ويقول الشاعر الشعبي بدر الحويفي -رحمه الله-:
والحكيم اللي يفكِّر ما يجي به توقه
يتّزن بالعقل والحكمة وحقّه وافي
بالعدالة والجزالة كلمته مرموقة
والغشيم يغرّه المرباع والمصيافي
إبرته عن فتق غيره ما تخيط افتوقه
ومن يشوف اعيوب غيره فيه عيب يشافي
ومنها قوله:
والبحر ما كل سبَّاحٍ يخض اعموقه
والمناقع في مناقعها تلم السافي
ويقول المثل (العاقل من أمسك لسانه).
Awiser Head Makes a Close Mouth