ناصر الصِرامي
هل نحن نسيء لأنفسنا عند الحديث عن الفكر المتشدد والمتطرف وسلوكياته التي تفضح غلوه..؟
هل هذا يعني اننا نشك او نجرم مواطنينا وبلادنا..؟
بالطبع لا.. حين نواجه الفكر الارهابي ونفضحة، كل من مكانه ومجاله -بما فيهم التيار الديني المعتدل المقصر للاسف، والذي ترك الساحة لنجوم الغلو والتطرف ولدعاته على ابواب جهنم..!
الحقيقة اننا بالحديث المباشر واخراج سلوكيات التطرف صغيرها وكبيرها تحت الضوء، نحقق افضل مشروع تنويري توعوي يحارب الارهاب والارهابيين، ويقاوم كل صوت حتى وإن علا ويدعو للغلو والكفر بوطنه وبلاده واهله..!
يأخذ البعض بعض القصص التي تثار عبر حسابات التواصل الاجتماعي ومن بيننا، لتنتشر بشكل كبير، قبل أن تلفت انتباه الرأي العام العالمي، وقد تنشرها صحف رصينة ومحترمة، وتبثها محطات فضائية دولية، وما ان يحدث ذلك حتى يتحول دعاة وشركاء التطرف الى ظواهر صوتية مزعجة يجرمون فيها من نشر او بث القصة.. لكن وباسلوب خادع جدا، لا ينتقدون التطرف وسلوكه، وما كشف عنه ، ولا يجرمونه، ولكن يجرمون ويواجهون من فضح الخطاب المتطرف بأي شكل من الاشكال..!
وهو أمر مفهوم، كيف لمن يلقن الناس الكراهية والغلو أن ينتقد سلوكه أو قوله الذي أوصلنا لهذه النتائج القاتلة..؟!
لنتذكر دوماً أن السعودية هي اكثر دولة في العالم تعرضت للارهاب والتفجير والقتل ابتداء من المباني الحكومية والخاصة وحتى المساجد وصلاة الجمع!
والسعودية التي تملك خبرة امنية وفنية في مكافحة الارهاب على المستوى الدولي، اسهمت في محاصرة الارهاب محليا واقليميا ودوليا.
وحين تثار الافكار الارهابية والمتطرفة للعلن ويفضح سلوكها ورسائلها المفخخة فاننا نقوم جميعا بأهم عمل وقائي للمجتمع، كحاجز لمنع انتشارها، والتوعية منها بطريقة تقترب من آلية مكافحة المخدرات، مع ان التطرف اكثر خطراً وإجراماً.!
الاهم هو سمعة المملكة الدولية وعلاقاتها الوثيقة بالعالم كأبرز دولة تشارك في محاربة الارهاب على اكثر من جبهة، مثل مقاطع التطرف والتدعشن هي اضافة تؤكد العملية الجراحية الدقيقة التي تقوم بها السعودية داخليا للقضاء على جذور الارهاب ايضا!
الافكار الظلامية والمسوقة للجهل لا تنجح بالعمل الا عبر الياتها السرية وفي الظلام، وخروجها بهذا الشكل عبر شبكات التواصل الاجتماعي بلا استثناء ، هو في النهاية ظهور ايجابي للغاية، حيث تحترق بعض كلمات الظلام من نور الوعي العام.
هؤلاء الذين يتهمون الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بانها تروج المقاطع المحرفة او المبتورة...الخ من انواع التبرير، هؤلاء في الغالب لا يهمهم سمعة وطنهم كثيراً.
وليست القصة قصة حرص على المظهر العام لنا خارجيا..!
ما يهمهم حقيقة ان لا تخرج الافكار السرية والظلامية للعلن، ويكشف عن اصولها، حتى لا تذهب مكتسباتهم وتهتز سمعتهم..!