حمد بن عبدالله القاضي
ليس من الإنصاف أن نحمّل الآخرين الأخطاء والخلافـات التي تقع بيننا متجاهلين أننا قد نكون مشتركين معهم بها!.
انظروا لنبي الله يوسف عليه السلام عندما التقى إخوته، لم يحمّلهم إساءتهم له بل أحال ذلك إلى»نزغ الشيطان»، بل وجعل هذا»النزغ» مشتركاً بينه وبينهم، فقال كما ورد في القرآن الكريم: «بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي».
بهذا نجعل المختلف معنا يقبل علينا.. فنقطع دابر الخلاف ونعيد حبل الوصال.. وننأى عن العناد والجدال بتحميل مسؤولية الخطأ أو الخلاف على الطرف الآخر!
الإنصاف جسر تواصل.
=2=
السلامة بالشوارع بين دورنا:
وجهود مرور الرياض
-- يُروى عن تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أنه كان يقول لسائقه إذا كان ذاهبا لاجتماع مجلس الوزراء أو لمهمة عاجلة: «لا تسرع فإنني مستعجل» وكم هي هذه العبارة صادقة ومعبرة، فقد يؤدي الاستعجال بالقيادة إلى التأخر فعلا، وعدم إمكانية الوصول للاجتماع أصلا!.
من هنا تستغرب جداً عندما يستعجل بعض الناس بالقيادة بسرعة جنونية وإذا سئل لماذا؟ قال: إنني مستعجل لعمل أو مطار أو غيره!
من هذه النقطة المحورية يتبين دور قائدي السيارات الكبير بالحفاظ على الأرواح وتقليص الحوادث فالسرعة -لا سمح الله- تتسبَّب بحوادث قاتلة، وقد يكون الفارق بالوصول بين القيادة بسرعة، والقيادة بتعقل «خمس دقائق»، لكن هذه «الخمس» قد تكلف الكثير.--
من هنا فالعبء الأكبر علينا بمثل هذه الحوادث فالسبب الرئيسي فيها مخالفتنا الأنظمة وتأتي الرقابة و العقوبة ثانياً، ومن الصعب بمدينة كالرياض ذات الملايين السبعة وآلاف الشوارع وآلاف الإشارات، أن يكون لدى كل إشارة، ولدى كل تقاطع، وفي كل شارع رجل مرور.
إن الرقابة الصارمة والانضباط ينبع من داخلنا أولا، والتزامنا كقائدي سيارات بالأنظمة سواء ما يتعلق بقطع الإشارة أو السرعة أو التجاوز!.
وهنا لابد أن أحيي ما رأيته من جهود يبذلها رجال المرور في الرياض التي أعيش فيها وأرى ما يبذلونه سواء من كانوا في إدارة المرور وغرفة العمليات وأقسام المرور الذين يتابعون الشوارع على مدار الساعة أو كانوا متواجدين بالطرق لتنظيم السير والمراقبة في زمهرير الشتاء ولهيب الصيف وبخاصة في أوقات الذروة وحسب الإمكانات البشرية المتوفرة .. وهذا جهد يشكر عليه إخوتنا في المرور.. وقد علمت أن لديهم خططا مهمة وعاجلة للمزيد من مراقبة الشوارع والحد من الحوادث والمخالفات، حيث يعملون الآن بقيادة مدير المرور بمنطقة الرياض الفاضل لواء د/ محمد البقمي مع زملائه على خطط عملية، ومن أهم هذه الأعمال: المزيد من تركيب الكاميرات التي تراقب وتصور كل ما يحدث بالشارع، وسيرى السائرون بالشوارع أثرها الكبير بإذن الله على سلامة الطرق ومرونة السير.
بقى أن أدعو أصحاب المؤسسات والمحلات الذين تقع مقارهم على الشوارع الرئيسية لتركيب «كاميرات» تخدمهم وتخدم المرور والأمن والسير وتصوير الحوادث و يمكن الرجوع إليها.
حفظ الله الوطن وأبناءه وبناته.
=3=
ما أغلاه من بديل عن أمل لم يتحقق
الله كم هو بيت شعري نبطي مضيئ .. يفيض بالأمل ويبعث على الارتياح عندما لا يتحقق للانسان أمر يريده:
«كلّ حاجة كنتْ أبيها ما اِحْصلتْ لي
يالله إنك تجعل الجنه عوَضْها»
كم هذا الشاعرالإنسان مؤمن مطمئن إلى جنب الله فلم يندم على عدم تحقق مطلبه بل جعل أمله الجنة وهو المطلب الأغلى