سعد السعود
يبدو أن محبي الاتحاد موعودون من الألم بالمزيد.. فكل ما قالوا هانت جد علم جديد.. فما أن يلتقط الفريق أنفاسه بفوز إلا ويعقبه بأداء بليد.. فبعدما كان قاب قوسين أو أدنى من المنافسة الفعلية على الدوري ليعود من بعيد.. إذ به ينزف النقاط في مباريات أخرى مع فرق كانت سابقاً في متناول اليد.
وذات الحال حدث له في البطولة الآسيوية.. وهي من كان يتفاخر بها محبو العميد ويصفونها بأنها لعبتهم الموسمية.. فالفريق لم يحقق أي فوز رغم لعب أربع جولات.. فاكتفى في ثلاث منها بالسباحة بنهر التعادلات.. وغرق في واحدة بسيل الخسارة.. ليتجرع النمر المرارة.
والمتتبع هذا الموسم لكيفية إدارة الأمور بالاتحاد.. لم يدهش من هذه النتائج المتواضعة وما عانه الفريق من كساد.. فالوعود جبال.. من انتدابات للاعبين وعقود رعاية ستدار الأموال.. أما الواقع فلا الأجانب أضافوا الكثير عدا ريفاز مع استمرار مارتن الرائع.. ولا تباشير الرعاية والوعود المعسولة ترجمت على أرض الواقع.. بل على العكس فالفريق في يناير لم يقو على التسجيل.. والديون حاصرته ولم يجد للفكاك منه من سبيل.. فرغم قرض البنك أول الموسم.. إلا أن الأمور المادية حالياً تنذر بكارثة إن لم تحسم.
ومع حال كهذه وبلا حلول جذرية.. وجدنا الرئيس يعيش قلقاً لم يسعفه على حسن التصرف.. فوجدناه مثلاً يفضل الخروج من الملعب -حسب الحاضرين- بعد الهدف الأهلاوي الرابع في المباراة الدورية.. ليخرج علينا ببيان على عجل ضد بعض اللاعبين يؤكد ما تعانيه الإدارة من عدم قدرة على الإدارة.. قبل أن تناقض بيانها بآخر بعد يومين تعيد من خلاله الثقة في اللاعبين وتبرئ ساحتهم من أسباب الخسارة.
أخيراً، ومع هكذا حال.. ومع تراكم الرواتب المتأخرة.. وعدم حسم التجديد مع نجوم الفريق الذين دخلوا الشهور الستة.. مع هكذا وضع.. كل ما أخشاه أن يتقهقر كبير جدة ويسوء الوضع.. لذا يجب التحرك سريعاً لمعالجة الوضع.. وذلك بتحركات كبيرة من رجالات العميد.. للعمل على الوفاء بالالتزامات وإعادة الأمور لنصابها من جديد.. والأهم من كل ذلك هو رد الجميل وإعادة البسمة للجمهور الأجمل في كرتنا.. والبصمة الأقوى في ملاعبنا.. فماذا أنتم فاعلون يا رجال الاتحاد؟
ناصر يكتب نهايته بنفسه!!
لست مع بعض ممن يذهب إلى أن معاقبة أي نجم بعدم إشراكه لسبب وجيه هو عقاب للنادي في مكتسباته.. فبنظري أن اللاعب غير الملتزم يجب ألا يكون له وجود في خارطة الفريق مهما كبر اسمه وعلا شأنه.. فلا يعقل مساواة لاعب مواظب.. مع آخر لا يهتم بالعواقب.
ولذا فحسناً فعل دونيس وهو يعاقب لاعبه ناصر الشمراني بإبعاده عن التشكيلة.. فهو بذلك يكرس مبدأ المساواة بين اللاعبين.. وأن المعيار للتمييز بين هذا وذاك هو الاجتهاد في التمارين.. فكما أن هناك مكافأة للمجيد هنالك أيضاً محاسبة للمقصر.. هكذا تتعامل الفرق الكبيرة.. لا تحيد عن مبادئها قيد أنملة.
ولا أخال المدرب أقدم على خطوة جريئة كهذه إلا بدعم ومساندة من إدارة الفريق.. ولذا فكما نال المدرب الإشادة لتصرفه التربوي يجب ألا يتجاوز الثناء أيضاً الأمير نواف بن سعد.. وهو الذي يدير النادي على أكثر من جبهة.. وفي أكثر من منافسة.. ومع هذا كله إلا أنه بارك الخطوة وتحمل تبعاتها أياً كانت.
بقي أن يستفيد ناصر الشمراني من هذا الدرس.. ويتنبه لتنبيهات مسيري الفريق وهم يقرعون بوجهه الجرس.. حتى لا يكتب نهايته بنفسه.. فعليه العمل بشكل سريع على رأب الصدع في علاقته بالمدرب.. ومعالجة ما لديه من تقصير في التدريب أو الملعب.. حتى يعود كما كان الهداف التاريخي للدوري بعد النجم ماجد عبد الله.. ليواصل مسيرته المتخمة بالأرقام والعامرة بالإنجازات.. ويقدم الدعم اللازم للمنتخب أيضاً في طريقه الشاق للوصول للمونديال من خلال خوض غمار التصفيات.. فلاعب كناصر لا يختلف أحد على موهبته.. وما يملكه من مهارات ومقومات.. ولكن المبادئ أولاً.. فهل يعود ناصر كما كان.. أم نتحدث عن نجم أفل قبل الأوان؟!
آخر سطر
بعضهم لا تساوي قيمة ما يكتبه (قرشاً).. ومع هذا وجدناه يشكك في نزاهة الشباب قبل لقاء الهلال.. ليت هذا (المجنون) قرأ التأريخ جيداً ليعرف عمن يتحدث.. فالليث حكاية ناصعة لا يدنسها محاولة (قزم) تشويهها لمصلحة تنافسية.