محمد بن عبد العزيز الفيصل
يقع الشوكي شمال مدينة تمير ويبعد عنها حوالي 48 كيلو متراً، يمكن الوصول إليه بسهولة عن طريق مبايض الشعب وهو طريق مسفلت، ويرى الأستاذ محمد البليهد كما في كتابه صحيح الأخبار ج3 ص221 عند الحديث عن الشويكة الواردة في معجم البلدان قال: أعرف وادياً قريباً من هذا الاسم في بطن العرمة يقال له الشوكي، أما الشيخ حمد الجاسر فيقول في هامش كتاب الأماكن للحازمي ج1 ص243 إن حفر سعد ويدعى الحفر الأعلى لعله ما يُعرف باسم الشوكي الآن، كما يرى الأستاذ عبد الله بن محمد الشايع أن وادي سلمانان الوارد في معجم البلدان أنه أقرب واد تنطبق عليه أوصاف وادي الشوكي، حيث إن وادي الشوكي ينحدر باتجاه الدهناء ويصب في روضة التنهات.
ووادي الشوكي يعتبر من المنتزهات الطبيعية، حيث تكثر فيه الأشجار وفي فصل الربيع تكثر فيه المسطحات الخضراء، ومع أهمية الشوكي كمنتزه طبيعي فإن له أهمية تاريخية في عهد الملك عبد العزيز، ففي عام 1318 هـ كانت فيه المحاولة الأولى لدخول الرياض من قِبل الملك عبد العزيز، كما أن فيه آخر معركة قادها الملك عبد العزيز لتوحيد البلاد وذلك عام 1348 هـ، حيث اجتمعت الحشود في الشوكي تضم أمراء القرى والهجر فكان لكل أمير هجرة وقرية راية فكان في الشوكي 118 راية. يقول خالد الفرج ومن غريب المصادفات أن يمشي ( الملك عبد العزيز ) من الشوكي أيضاً سنة 1348هـ 1929م أي بعد ثلاثين سنة، ليخوض آخر معركة في تشييد صرح الوطن وهي آخر المعارك التي قادها بنفسه.
الصورة التي صورها عبد الله فيلبي عام 1916م والتي حصلت عليها من تغريدة الأستاذ أحمد العريفي، يظهر فيها كثافة الأشجار وطولها وقربها من بعضها البعض، ومع كبر حجم الإبل الوارد في الصورة وقربها من الكاميرا، إلا أن الأشجار في الخلفية تبدو أكثر ارتفاعاً، ومقارنة بالصور الحديثة المرفقة بالمقال، يتبين لنا تناقص الأشجار في الوقت الحاضر وقصرها.
فمن أسباب تناقصها وقصرها وقلة الغطاء النباتي:
1- الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار فكم من شجرة كبيرة ومعمرة قطعت من أصولها مما أدى إلى انقراضها.
2- الرعي سواء من قِبل الإبل والتي تأكل وتكسر الأغصان المرتفعة أو من قِبل الغنم التي تلتهم باذرات الطلح أو السدر الصغيرة، مما يعيق نموها مستقبلاِ وعدم تعويض الفقد من تناقص الأشجار الكبيرة.
3- وجود طرق متعددة للسيارات في الوادي وكأنها شبكة تضر بالنباتات سواء بسبب عوادم السيارات أو بسبب قشر عجلاتها طبقات التربة المحتوية على البذور، مما يؤدي إلى الضرر بالبذور ودهس النباتات في حال نموها.
4- جرف السيول للتربة المحيطة بالأشجار مما يسهل خروج الجذور وسقوط الشجر عند تعرضها للرياح وانحنائها وعدم مساندتها وغير ذلك من الأسباب.
والأمل في الجهات المختصة لإعادة تأهيل الشوكي بالمحافظة عليه وزراعة الشتلات داخله، مع تعاون أهل هذه المنطقة والذين لديهم الاهتمام بزراعة الأشجار، ليعود الشوكي كما كان منتزهاً طبيعياً كثيف الأشجار كما في الصورة القديمة التي صورّها فيلبي.