سعد الدوسري
لم نتوقع هذا الحضور الضعيف لطالبي برنامج التوظيف المعلن عنه عبر المسار الأول لمشروع التنظيم الوطني للتدريب المشترك لوظيفتي إدارة مبيعات وصيانة الجوال، والذي تنظمه وتشرف عليه عدة جهات أبرزها صندوق الموارد البشرية «هدف» والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إضافة إلى غرفة الرياض، حيث أعدت الأخيرة صالات بمقرها لاستقبال الراغبين ومقابلتهم بممثلي المنشآت العارضة الوظائف. وكانت الوظائف المعلنة قد بلغ عددها 1717 وظيفة لدى 28 منشأة، بعضها شركات تجزئة مساهمة شهيرة، غير أن الحاضرين لإجراء المقابلات لم يتجاوز 254 شابا فقط، وافق 114 منهم على الالتحاق فعلياً بالعمل، على الرغم من الحملة الدعائية الكبيرة للبرنامج.
لماذا لا توجد لدى الشباب قناعة بالبرامج الرسمية؟! هل لأن تصميمها غير ملائم، أم لأن وعودها غير صادقة؟ لا يمكن أن نلوم الشباب، إن لم يقبلوا على البرامج الباهتة للمؤسسات. ولا يمكن أن نلوم المؤسسات إذا هي عملت واجتهدت. علينا أن نمسك العصا من المنتصف، وأن ندخل الشباب لبرامج الشباب، أن يقوموا هم بتصميمها ووضع آلياتها وتشكيل مخرجاتها. وبهذه الطريقة، سيكون من السهل إيجاد مناطق مشتركة بين الطرفين، يمكن من خلالها تذويب الخلافات والرفض، وايجاد قواسم مشتركة، تجذب الشباب للبرنامج، وتجعلهم ينخرطون فيه حتى النهاية.
لا يمكن أن تصمم برنامجاً للشاب، دون أن تكون شاباً أو دون أن تفكر بطريقة شبابية منفتحة.