فيصل أكرم
للآخرينَ سِواكْ
ولقلبكَ المهجورِ تجربةٌ من التعبِ المسطّرِ
في طريقٍ، سوفَ تقطعُ نِصْفَهُ.. ترميهِ خلفكَ
أنتَ وحدكَ من يفتش عن ملاذٍ
تحتَ أشرعةٍ سيرفعها الهلاكْ.
ستسيرُ بينَ السائرينَ،
ترتّبُ الأشواطَ إبعاداً وتقريباً، تسيرُ
على طريقِ الآخرينْ.
للآخرينَ سِواكَ، تعرفُ
أنتَ وحدكَ من يُدان ولا يُدينْ.
هل كنتَ تجهلُ من يحضّ على اهتزازكَ
بين أشواكٍ ستصفرُّ افتراعاً، كي تخافْ؟
هل سترتفعُ الثقيلةُ بالخِفافْ؟
هل كنتَ تنتظرُ القِطافْ؟
هل كان رأسكَ ناضجاً حتى الكفاية، حين كنتَ
ولم تكن إلا وكنتَ تريدُ إنهاءَ المَطافْ؟
* * *
ماذا تجيبُ إذا سُئلتَ عن السنينْ؟
عن كلّ عمركَ، عن يديكَ، عن الجبينْ؟
ستقولُ: تعرفني حياتي..
ثم تسألُ: من سيعرفها حياتي؟
أنتَ تجهلُ من يحبّ حياتكَ العاديّة الصفراء
تجهلُ من يحبّكَ؛ لا أحبُّكَ أن تجرِّبَ وقفتي.
هل سوفَ تتقنها إذا الكتفان يرتخيان منكَ لغير وجدٍ
ثمّ يحتملانِ ما لم تحتملْهُ حقائبُ الصحراءْ؟
هل كنتَ والقمرُ المهلَّلُ تبحثان عن المساءْ؟
ستكونُ وحدكَ، والمصائرُ، والضمائرُ، والمقابرُ
والشموسُ المستحيلةُ.. في الظلامْ
ستكون وحدكَ من سيحترقُ اعترافاً بالختامْ.
ستشكُّ فيمن لا يقولُ، تشكُّ فيمن لا يوثّقُ ما يقالْ
وتشكُّ في نفسٍ لنفسٍ، لا تطولُ لمنتهاها
تحتَ جفنكَ كي تراها،
لا تطولُ.. ولا تُطالْ
ولأنكَ المطلوبُ ممن يطلبونكَ حين تمضي
سوفَ تمضي، مثلما تمضي الرياحُ على المفارش والجبالْ.
للآخرينَ سِواكَ أنتَ، وأنتَ سوّيتَ احتمالكَ باحتمالْ.
للآخرينَ سِواكَ أنتَ،
وأنتَ أنتَ، إذا تساوتْ في مراياكَ السحابةُ والرمالْ.
** ** **
* حالةٌ من (وقفةٍ) كانت (رقصةً) قديمة.