د. خيرية السقاف
في البيت، حين تصخب حركة الكبار، لأن ثمة مشروع تجديد، أو تغيير، أو إضافة، أو حتى زائرين، وما يحتاج إليه البيت من إعادة ترتيب، وتزيين، فإنهم يتراكضون على أطراف البهجة التي تعتري كل جوَّانياتهم، وتقفز من مخابئ الفرح فيها،
فالصغار لا يعرفون غير الركض البهيج..!
وصدى احتفائهم بحركة كبارهم هي انعكاسات لكل حركة في البيت..
أحياناً يتداخلون مع الكبار، يتدافعون معهم،
يسقطون بعض أشياء، يحملون بعضها، ويتركون بصماتهم في معيتهم..
الوطن حين يكون هو البيت، فإن أية حركة في أرجائه يقدم عليها الكبار، أفراده يتفاعلون معها،.. يتدافعون كالصغار فرحاً بها،
وتكون مشاركتهم في معية الترتيب، والإضافة ليس ركضاً بين الأقدام،
وإنما رأيٌ يُقال، وكلمة تُكتب، وتفاعلٌ يُعلن، وتعبيرٌ يؤيد، وشراكةٌ في عزم، واعتزازٌ في ثقة..
لكن ثمة من لا يحسن الكتابة، ولا يملك وسائل التعبير، ويعيش في الظل،
لكنه يخفق بنجاحات الأهداف، وبوفرة المشاريع، وبمبادرات السيادة، وبخطط الاستثمار، وبمساعي التلاحم، وبقوة القرار، وبحيوية الخطوات،..
الوطن في هذه الأيام فَرِحٌ بهذا الترتيب الذي يعم أرجاءه داخلياً،
ويشيّد دعامات جسوره خارجياً..
ويستلهم بهجة الأفراح في كل محيا لعضو في كيانه حيث يكون..
بيتنا الكبير يضج بالتغيير، بالإضافات، بزيارات الأفراح،
برفع أعمدة الدعامات، وتمكين الراية، ورصد النجاح،..
وأهله يستيقظون على طعم جديد للتفاعل.. ووجه جميل للدأب..
إذ ثمة ما يبهجهم ليتقافزوا في معية الأهداف.
يجيبون عن أسئلة من في محاضنهم:
الوطن ينهض نعم، ولكن ليس بغير سواعدنا، وصدقنا، وثباتنا، وشراكتنا، ونزاهتنا، وإتقاننا، وأثرتنا، وتكافلنا، ووعينا، وسعينا، وتلاحمنا،
وبخوف تحتدم به قلوبنا نحو بعضنا لأن نكون برداً وسلاماً على بعضنا..
وناراً ورماحاً على من يترصدنا عن قريب وبعيد..
الوطن يمتد نعم، ليكون أول المادّين عضد الأخوة للعرب، الحاضنين همومهم، المضمدين جراحهم، المعلين أوتادهم، المؤازرين توادهم، المشيدين قلاعهم، المعلين دروعهم..
الوطن يتجذَّر نعم، فهو دار الإسلام وقِبلة المسلمين عنه تعلى كلمتهم، وتسطع رايتهم، وتنجلي كربهم، ويشيع سلامهم، ويسلح أمنهم، وينحسر عدوهم..
المواقف تقول هذا، والأدلة براهين..
والواقع يشهد لهذا الوطن في هذه المرحلة بمداد التاريخ الذي لا تنضب محبرته، إنه يمتد، ويمتد، ويمتد.