فهد بن جليد
الكابتن يتحدث نظراً لمرورنا ببعض (المطبات الهوائية) نعتذر عن تقديم الوجبات على متن هذه الرحلة، كما أرجو من الجميع ربط (الأحزمة)، وعدم استخدام (دورات المياه) إلا للضرورة، متمنياً للجميع (رحلة موفقة).
المُضيفة في المقعد المقابل تُشير بيدها (لراكب ) حاول الوقوف، تفهم من تعابير وجهها، أنها تهمس بصوت منخفض (سيت بليز)، لا أحد يجيب على صرخات (طفل صغير) تحاول والدته الحصول على (ماء ساخن)، إشارات طلب ( المضيفة) تضيء فوق معظم (المقاعد)، و لا مجيب.
رؤية المُضيف الجوي (عملة نادرة) طوال هذه الرحلة، بالكاد تجدهم يقدمون الخدمة في الضرورة القصوى، ورغم أن (الطائرة تهتز) إلا أن ثمة صوت قادم من الأمام (مبيعات)، إنها عربة (المبيعات الجوية) تتدحرج بين المقاعد، كل الخدمات توقفت إلا (المبيعات الجوية) صامدة في وجه كل تلك (المطبات الهوائية)!.
الراكب الذي أمامي تعامل مع الموقف بذكاء، وبات يقلب بعض (العطور)؟ وفي الأثناء طلب (كأس ماء)، لتشير (مضيفة المبيعات) لزميلتها، أن أفيضي علينا من (الماء)، فالزبون عفواً (الراكب) يشعر بالظمأ، وبعد أن أخذ (شربة الماء)، أعاد العطور ولم يشتر منها شيئاً!.
على متن الخطوط الناجحة تشعر بأن (المُضيف الجوي) على قدر كبير من التأهيل والتدريب، للتعامل مع مختلف الظروف، بهدوء وذكاء وتركيز، فهو عنوان (لنجاح الرحلة) عندما يحتوي (الضيوف) بمختلف ثقافاتهم، وحاجاتهم، شعاره العطاء والتفاهم، والسلاسة في التعامل، يخدم هذا، ويبتسم في وجه هذا، ويتحمل (غثاثة) بعض الركاب، يعطي كل (ضيف) حقه من الخدمة المتوقعة.
لكن من يخبر هؤلاء أن (المبيعات الجوية) ليست مقياساً (لنجاح الخدمة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.