أحمد محمد الطويان
التقيت في إسطنبول وزير الدولة للشؤون المالية الأوغندي، الذي كان يشارك ضمن وفد بلاده في القمة الإسلامية.
قال لي: بلدكم يتحرك بسرعة أكبر، والتفت لملفات مهمة، ستعود بالنفع على كل الدول الإسلامية. مسؤول عربي آخر قال: أكثر شيء يجب أن تتجنبه الدول هو إغضاب السعودية.
رأينا الحضور السعودي في قمة إسطنبول قويًّا ولافتًا، وتكلل بنجاح كبير من خلال بيان ختامي بين التفاف معظم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حول السعودية. الحركة السريعة والرشيقة، مع رزانة ورصانة عُرفت بهما المملكة، أعطت مزيجًا فريدًا. خارجيًّا نحن نتحرك بطريقة مبهرة، داخليًّا هناك حراك لا نعرفه حتى الآن، لكن المؤشرات إيجابية، وفيها كثير من التفاؤل. وعلم الجميع أن هناك إعلانًا مهمًّا للرؤية المستقبلية للمملكة، وهذا أهم أسباب الاطمئنان؛ لأننا نسير في الطريق الصحيح لتحقيق التنمية.
ولأن التغيير قد يكون مرحليًّا يجب أن لا يكون جزئيًّا، ولا بد أن يشمل كل ما يحتاج إلى تغيير وتطوير، وخصوصًا على مستوى حاضنة التنمية «المجتمع»؛ ليكون المجتمع مواكبًا للتغيُّر الكبير في صورتنا السياسية الخارجية «عند الأشقاء والأصدقاء في الإقليم والمنطقة» بالتحديد، وكذلك العمل الاقتصادي الجبار، وارتفاع مستوى الشفافية الحكومية. يجب أن يعكس المجتمع التغيُّر السياسي، ولا ننتظر التغيُّر السياسي ينعكس على المجتمع.
بين كلام الوزير الأوغندي والمسؤول العربي، والنجاحات المحققة في تغيير أولويات المسؤول الحكومي، وتفعيل ما يمكن تسميته «القيادة بالأهداف» والأدوات العصرية، وعندما نشاهد تحركات ولي ولي العهد الممسك بملفات الاقتصاد والتنمية، نرى الضوء يقترب، والنتائج بدأت تظهر من خلال رؤية الآخرين لنا. الرياض اليوم ورشة سياسية واقتصادية وعسكرية، وقرَّبت من ارتبطوا بنا وأهملناهم لفترة طويلة، وأصبحنا أكثر ممارسة للدور القيادي الذي فرطنا بكثير من أدواته.
عندما تتحدث عن السعودية اليوم لا يمكنك فصل الداخلي عن الخارجي، ولا فصل الموضوعات والملفات؛ فالحركة سريعة جدًّا، والأحلام كبيرة، ولا تستطيع قراءة أي خطوة من منظور واحد. علاقات ثنائية تتطور، وعلاقات متعددة تصب في صالحنا.