سعد الدوسري
أذكر أنني اقترحت ميثاق شرف لمستخدمي تويتر، من باب التثقيف لا أكثر. وركزت في هذا الميثاق على الالتزام بالقيم الدينية والوطنية والأخلاقية، وعدم الإساءة أو الترويج للإساءة لأحد، وعدم المساس بخصوصيات الآخرين، وعلى الرغم من أن الجميع يتمنى أن تكون ساحة تويتر ساحة إيجابية، تطرح الفائدة والمنفعة لمستخدميها، إلا أنها ليست كذلك، وهذا أمر طبيعي، فلكل ساحة إيجابياتها وسلبياتها. وميثاق الشرف لن يمنع السلبيات، ولكنه يخففها على الأقل.
من أكثر ما يزعج الكثيرين في تويتر تطوع بعض المغردين في نشر الأخبار التفصيلية عن الأشخاص المرضى، سواءً كانوا معروفين أو غير معروفين، وسواءً كانت لهم حسابات أو لم تكن لهم. والسؤال: من يملك الحق في أن يكتب عن تفاصيل الوعكة الصحية التي يمر بها شخص ما؟! ما المفيد من نشر طبيعة مرض الإنسان المنوم في مستشفى؟! ربما لو اقتصر الخبر على أنه يمر بظرف صحي، لكانت المسألة مقبولة، ولكن أن يتنافس المغردون على ذكر المرض ودرجته ومراحل العلاج، فهذا ما لا تقبله الأعراف الأخلاقية، فحتى الطبيب يحافظ على سرية مريضه، وذلك لأن المرض حالة شخصية جداً، ويجب أن تظل شخصية جداً، لا يصرح بها إلا صاحب الشأن، وهو المريض نفسه.
الأمر ذاته، عندما يقوم مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي بنشر صور لأشخاص لم يستأذنهم قبل أن يصورهم، وينشرها على حسابه. هذا الأمر مرفوض أخلاقياً، حتى ولو كان هؤلاء الأشخاص يصلّون في الحرم.