سامى اليوسف
أُعرّف الـشـفـافية دوماً بأنها «الانسيابية في تدفق المعلومة من المصدر إلى المتلقي»، وقد كتبت قبل نحو 9 أشهر من الآن:» الـشـفـافـية أو«Trasparency»، وتـعـنـي الـوضــوح الكامل وإظهار الحقائق، والإفصاح، وتوفر المعلومات، ولها معاييرها، وخصائصها، وقياساتها المحددة.
والشفافية تعكس مدى الالتزام، والانضباطية، والاحترافية في العمل، وتحقق مبدأ العدالة والمسؤولية الاجتماعية، والنزاهة ومحاربة الفساد، وتعمّق المشاركة الفاعلة للجمهور، وتسهم في فعالية وجودة العمل أو الخدمة التي تقدمها المنشأة، أو المؤسسة.
اعتماد الشفافية كمبدأ عمل للمؤسسة، أو الإدارة من شأنه أن يبني جسوراً من الثقة بينها والإعلام من جهة، والجمهور من جهة أخرى، فهو يعكس ثقة الإدارة واستقلاليتها وحضاريتها، وتغييبها بقصد أو بدون يُعمِّق الضبابية، ويبسط للغموض نفوذاً، ويثير الشكوك حول القرارات التي يتم اتخاذها خلف الأبواب المغلقة، وعندما تخسر الإدارة مصداقيتها أمام الجمهور، فإن الريبة ستطال جميع معاملاتها، ونهجها، وإجراءاتها في نظر المتعاملين معها».
أُراجع ما كتبت، ثم أقرأ عناوين قضية غياب، أو تغييب اللاعب ناصر الشمراني عن الفريق الكروي الأول بنادي الهلال، فتقفز أمامي علامات الاستفهام تتراقص مثيرة غبار الدهشة والاستغراب عن غياب «مبدأ الشفافية» عن المشهد «التراجيدي»!
كيف لرئيس لطالما امتدحناه، وأثنيت على قيادته بارتكازه على ثلاثة مبادئ مهمة أعادت للهلال شيئاً من هيبته، ورفعت سوره، وأعني بالثلاثة: إرجاع الهلال لرجاله وحظيرة أبنائه، ثم التصدي القانوني للرعاع في مواقع الـ»سوشال ميديا» وإعلام السفلة - كما وصفهم رئيس الهلال السابق الأمير عبد الرحمن بن مساعد -، وفرضه الانضباط الذي يتيح للأجهزة الإدارية والفنية العمل بتركيز عال.. أعيد، وأكرر: كيف لرئيس تدرج في مناصب قيادية رياضية مهمة، وحظي بدعم جماهيري وإعلامي وشرفي مفتوح يقع في مثل هذا المطب، وفي وقت حساس، بل ومفصلي في ذروة الموسم الكروي؟!
لقد فتح غياب «الشفافية» في قضية ناصر ودونيس أبواب التكهنات، والتأليف في رصد أسباب الإبعاد، وكتابة سيناريوهات النهاية على مصراعيها إلى حد التشويش على الفريق وتركيزه سواء من الأحباء، أو المترصدين لزلات كهذه لصناعة كرة ثلج تكبر، وتكبر لتهدم كل المكتسبات التي أشرت إلى ثالثها آنفاً.
تضارب الأنباء، واختلاق القصص، ورسم النهايات في أجواء ضبابية غامضة تعيد الأمور إلى العهد السابق المرفوض من المخلصين، فلا مجال للتعتيم في حضرة وسطوة الـ»سوشال ميديا».
ما الذي يمنع رئيس النادي من وضع النقاط على الحروف؟، ما الذي يخشاه وهو الرئيس صاحب القرار الأول؟، هل يقبل أن يهز استقرار فريقه ويعصف بطموحاته عند الأمتار الأخيرة من الحسم من أجل لاعب يراه غير مؤثر؟، أم هل يحرق ورقة رابحة لها حضورها بشهادة الإحصاءات ولغة الأرقام من أجل لحظة عناد؟!.
لن أقحم إدارة الكرة في ثنايا القضية لأني أثق بأن فاقد الشيء لا يعطيه!
ننتظر الأمير نواف بن سعد ليضع حداً بحسمه، وحزمه، وثقافته الإدارية الرفيعة، وخبرته النوعية المميزة، وبشفافية لهذه القضية المضرة لحاضر ومستقبل اللاعب والفريق في حال تعليقها دون توضيح.
فواصـل
) جائزة الشخصية الرياضية الاجتماعية الأولى الآسيوية لعام 2016 في واقع الأمر هي من تتشرف بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد.
) الإداريان طارق كيال ومنصور الأحمد هما الأفضل على مستوى إدارة الفرق الكروية السعودية، وشخصياً أرشح أحدهما لإدارة المنتخب في المرحلة المقبلة، فهما من النوعية التي تعرف كيف تتعامل مع اللاعب المحلي، وطريقة تفكيره بشرط توفر الدعم لهما.
) الاتفاق على بعد 90 دقيقة من العودة إلى دوري المحترفين، سنفرح بهذه العودة المستحقة، فالاتفاق كبير، وهو عنصر مهم في تاريخ وجغرافية كرة القدم السعودية.