سامى اليوسف
تُعد موافقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على نقل مواجهات الأندية السعودية - الإيرانية إلى الملاعب المحايدة خطوة مهمة في الابتعاد عن محور الإرهاب والضغوط والقلق الذي كانت تعيشه بعثات الأندية السعودية خلال سفرها إلى المدن الإيرانية للعب مبارياتها في الدوري الآسيوي، وسيمنح القرار دعماً معنوياً سينعكس حتماً على الأمور الفنية للاعبي أنديتنا وهم يواجهون الفرق الإيرانية بعيداً عن جماهيرها.
نجحت المساعي السعودية في إبراز أهمية اعتماد مثل هذا القرار المهم بكل رزانة وهدوء معتادين خصوصاً في ظل التصعيد السياسي للقيادة الإيرانية التي تشجع وتدعم جماهيرها في مسلسل الخروج على النص في كل ما يتعلق بالمواجهات الرياضية السعودية، وكيف لا؟، وهي التي لم تسلم من حماقاتها سفارتنا، ودبلوماسيونا على مر التاريخ.
ولعل اختيار الهلال والاتحاد للملاعب القطرية يُعتبر قراراً أكثر إيجابية للقرب، ولقلة الحضور الجماهيري من الجالية الإيرانية المقيمة في الدوحة قياساً بتعدادها في الإمارات.
ينبغي أن نقول: شكرًا من القلب لكل من سعى إلى إقرار هذا النقل حفاظاً على سلامة رياضيينا من جهة، وسلامة وعدالة المنافسة من جهة أخرى.
دونيس وفن التبرير
لا تزال غمامة التبرير السوداء تظلل أحاديث المدرب اليوناني دونيس، فهي تلاحقه كظله عندما يخفق الهلال في الخروج بنتيجة إيجابية متوقعة، أو يتعرض للخسارة.
تارة يلوم الأرضية، وأخرى الحكم الأجنبي ويُطالب بالمحلي، وثالثة يرمي كل أعذاره في سلة «التدوير»، وأخيرًا أتحفنا بالمثل اليوناني: «إذا دمك لا يغلي، لن تحقق شيئاً»!
ومع إطلاق هذه العبارة يكون دونيس قد مارس الهروب إلى الأمام مجدداً دون الاعتراف بأخطائه التي أجمع عليها النقاد والمحللون المتخصصون، والتي يأتي من أبرزها على العموم: تغيير مراكز اللاعبين، عدم الاستقرار على طريقة أو تشكيلة، وعدم الجرأة بتصعيد لاعبين جدد بدلاً عن بعض اللاعبين الذي توقف عطاؤهم، وأخطاؤه أمس على الخصوص في التغيير التي توقف عندها معظم النقاد وحتى المشجعين غير المتخصصين.
كما أن مثل هذا التصريح يعطي الضوء الأخضر للجمهور في مهاجمة اللاعبين بشراسة في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون لوم المدرب للاعبيه داخل الغرف المغلقة، وبحضور إداري وليس على الملأ وعبر الإعلام.
وقد يفهم في احتمال ثالث أن دونيس يشتكي من قصور العمل الإداري المساعد له في عملية بث الحماسة، وإشعال فتيل الروح القتالية لدى اللاعبين.
إلا أن التساؤل اللافت كيف حضرت الروح القتالية، والحماسة لدى اللاعبين في نهائي كأس ولي العهد مغلفة بالانضباطية والتركيز العاليين، واختفت بعد ذلك النهائي؟!
كل ما تقدم يعيد إلى السطح السؤال المتكرر إلى حد الإلحاح على إدارة النادي: هل تناقشون المدرب؟ من يناقشه؟ أو يحاسبه ويُسائله؟
الإجابة الواضحة تقول: إن المناقشة المنشودة لا وجود لها بدليل تكرار الأخطاء منذ مواجهة أهلي دبي، وانتهاءً بمواجهة الجزيرة!
ولعل من البديهي أنني لا أبرئ ساحة اللاعبين، فقد كتبت عقب المباراة مباشرة: «الهلال يدفع ثمن عدم جدية لاعبيه واستثمارهم للفرص المتاحة على مدار الشوطين خصوصاً الشوط الأول، تعادل بطعم الخسارة للهلال، والفوز للجزيرة».
الأكيد أن السيد دونيس قسم جمهور الهلال على نفسه، وزاد من مساحة القلق لدى الجماهير الهلالية التي باتت تسمع بصوت الخطر لكن لا تعرف من أين سيضرب فريقها مستقبلاً.
أخيـرًا
«صاحب الحق أحياناً لا يحسن إظهار حقه، كما يحسن صاحب الباطل إخفاء باطله».