د.عبدالله الغذامي
تظل اللاعقلانية تسود المسلك البشري، وفي الثاني من أكتوبر 2015 ظهر باراك أوباما في حال انفعالية أو شبه قانطة مشتكيا من كثر القتل العشوائي في الشوارع والجامعات والمدارس، وكان حدث أوريغون لما يزل حاميا حيث قتل شاب في السادسة والعشرين تسعة من زملائه وأصاب عشرة آخرين مستخدما أسلحة معه اشتراها من دكاكين بيع السلاح، وهذا ما حدا بأوباما أن يطالب الإعلام بأن يكشف كم عدد الأمريكيين الذين يموتون برصاص السلاح المرخص بالقانون مقابل من مات تحت عنوان الإرهاب، وجاءت الـCNN بالجواب بأن 5000 ماتوا بهذا السلاح القانوني للفترة 2001 إلى 2013 وهذا ضعف من مات من الأمريكيين بالإرهاب على مستوى العالم كله بمن فيهم قتلى الحادي عشر من سبتمبر وكل ما بعده.
كل هذا والمشرعون في أمريكا يقفون مشلولين حتى ليبدو رئيس البلاد في حال من التعطل الذهني والوجداني أمام العجز المؤسساتي عن اتخاذ قرار يحسم سؤال بيع السلاح، ويسلب عنه دستوريته، ويظل الموت في أمريكا عملا مشرعا له دستوريا بما إن الدستور يبيح للأمريكي أن يملك سلاحه الخاص، وهو المنفذ التي تنفذ منه شركات تجارة السلاح،ويظل المال هو الموجه للمشرعين وهو الأقوى من المنطق وأقوى من رئيس أعظم ديموقراطية في العالم.