د. عبد الإله بن عبدالله المشرف
يحدثنا التأريخ كثيراً عن رجال عظام صنعوا المجد والعز لدولهم، وقلبوا معادلات تأريخية كان المعاصرون يعتقدون بأنها أزلية جامدة لا تتحرك فكيف بمن يقلبها رأساً على عقب.
يقول الله عزّ وجل «إن إبراهيم كان أمة»، نعم رجل بأمة، ولذا فالرجال الأبطال هم صنّاع التأريخ، من كان يحلم أو يتخيل أن يخرج شاباً لم يتجاوز العشرين من عمره ليقطع صحراء قاحلة مليئة بالخطر من كل ناحية وهو يحمل بين جنبيه عزيمة تهدّ الجبال هدّا، ورؤية تتجاوز حدود المعقول في عصره، ليصنع دولة أصبحت بفضل الله ثم بقادتها العظام ملء السمع والبصر في هذا العالم المتلاطم هكذا صنع المجد الملك عبد العزيز يرحمه الله «صقر الجزيرة العربية».
إننا عندما نتحدث عن ذوي الهمم العالية نشعر بالعزة والهمة والعزيمة، فعظيم الهمة يستخف بالمراتب الدنيا والوسطى من معالي الأمور؛ فلا يهدأ له بال ولا يقر له قرار إلا حين يضع نفسه في أسمى وأعلى منزلة وأقصى غاية وإلى هذا المعنى يشير نابغة بني جعدة:
بلغنا السماء مجدًا وجودًا وسؤددًا
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرًا
وهذا هو شعور كثير من أبناء هذا الوطن المبارك وهو يستمعون لقائد التنمية والتطوير في برنامج التحول الوطني صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير/ محمد بن سلمان يحفظه الله. وهو يتحدث عن المستقبل المشرق إن شاء الله لهذا الوطن العظيم.
الأمير محمد بن سلمان قائد بالفطرة، سليل القادة والأبطال، رجل امتلك القوة والشجاعة، والحكمة والحزم، والهمة العالية والعزيمة الماضية، والنظرة الثاقبة، والخلق الرفيع، والثقة بالله والاعتزاز بدينه وعروبته ووطنه، أقول لمن بهروا بالمنطق الحكيم، والرؤية المستقبلية الشاملة، والثقة والجزالة مع تلك الابتسامة السمحة، والطموح المتفائل الواثق في حديث سموه عن مستقبل المملكة العربية السعودية اقتربوا منه أكثر لكي تروا أنكم أمام حفيد قائد ملهم للإمام المجدّد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، أمير سخَّر نفسه لخدمة وطنه ودينه وقيادته، وحرص على أن يتعلَّم من مدرسة عالمية في بناء القادة: مدرسة سلمان الحزم والعزم.
لقد شرفت بالعمل في منظومة عمل يقودها سمو الأمير محمد بن سلمان، وشاركت في أكثر من اجتماع خاص وعام، كما سعدت بصحبته خارج المملكة، وكنت في كل لقاء مع سموه أزداد قناعة بأن الأمير محمد بن سلمان قائد ملهم تشعر معه بالعزة والهيبة والثقة يسير على خطى أسلافه القادة العظام.
دأبه عظائم الأمور، لا يلتفت للتفاصيل لكنه يحرص على اختيار الرجال، يمتلك رؤية واضحة، ويسير وفق منهجية علمية، ويستفيد من الخبراء وبيوت الخبرة وفق منهجية حكيمة، ولديه - يحفظه الله- ذكاء حاد، وعبقرية نادرة، وفراسة وبصيرة نافذة تمكنه من تقويم وتوظيف المواقف والخبرات في إطار رؤيته الاستراتيجية، وهو من الطراز السريع التعلّم، والقادر وبكفاءة عالية على اختيار الحل العملي الجاد، واتخاذ القرار بثقة وحزم، والعزيمة والإصرار على تحقيق الهدف، وبروحه الشبابية يمنح العمل حيوية وتجدداً.
ولقد كان بحق يدهشني وهو الرجل المتخصص في القانون بنبوغه وتميزه في كل مجال يستشار فيه، وكأنه متخصص متمرس في هذا المجال ولا يحسن غيره.
إن ثقة القيادة الرشيدة في الأمير محمد وتمكينه من قيادة التنمية والتطوير مع قيادة الحزم والتحرير في المملكة العربية السعودية في مثل هذه الظروف السياسية التي تمر بها البلاد ويمر بها العالم لم تأت من فراغ، فالأمير محمد بن سلمان قائد حكيم تربى في بيت جمع السؤدد والقيادة والعلم والحكمة، واكتسب خبرات متعددة ازدادت صلادةً وثراءً وعمقاً بما حباه الله من عقل رزين وبصيرة ثاقبة وصفات شخصية تؤهله ليكون قادراً وبكفاءة عالية على إحداث نقلة نوعية تطويرية في كل موقع يقوده ويشرف عليه، وسوف نرى بإذن الله ما يسرنا في المستقبل القريب؛ وبحق إن مدرسة سلمان بن عبدالعزيز مدرسة الرجال الأبطال فهنيئا لنا سلمان، وهنيئا لنا محمد بن سلمان، وبارك الله لنا في قيادتنا الرشيدة والوطن العزيز والشعب الأبي الوفي.