د. خيرية السقاف
يوم أمس لم يكن يوماً «عادياً» في حياة الوطن بمن فيه..
كان متوقداً حدَّ العروق تتراكضُ دماؤها,
متفائلاً حدَّ المُخيلات لا تستوعبُ طموحاتها,
متأمِّلا حدَّ القلق لا يفسحُ للهدوء مكاناً, ولا خفْقاً.. !!
على صوتٍ جمْعي ممتزجٍ، وبحسٍ وطني ملتحمٍ, فرح الجميعُ..
فرحةً غمرت مُحيا أرض الوطن من يمين عَلَمِها, لقمَّةِ ساريتِها,
من أبعد بحْرِها, لأقصى مرفأها,
من عمق باديتها, لمنبر مدينتها..!!
وانعكست شعاعاً قادماً على جباه صغيرها, وكفِّ قدمِ مولودها, فحيث يخطوان يتناثر الفرح..!
وكما قال د. عبد الله الغذامي في تغريدته يوم أمس: «كل التغريدات تكشف عن فرح الناس,
تفاؤل الناس, استبشار الناس, الكل محتاج للفرح, محتاج للتعافي من القنوط, شكراً لقيادة المستقبل»
جاءت تفاصيل «رؤية المملكة 2030» لتخرج الفرح من مكامنه الخبيئة,
لتذر به في فضاء الوطن, تمنحه للهواء الطلق ليذهب بعيداً بطموحاته, ورؤيته, واستشراف ما يأمله وسيعمله من أجل غد, مرتب, منسق, مخطط, مدروسة تواريخ الخطوة فيه نحو الأفضل, الأمثل, الأجدى, الأبقى, الممتد..!!
جاء محمد بن سلمان فتياً كما الرؤية, عميقاً كما مضمونها, مستشرفاً كما مأمولها, بحماس مواطن, ووعي مسؤول, وبعد نظر أمين, وقوة فاحص, وتمحيص خبير, وغيرة راع, ليفصل في الأبعاد الثلاثة لرؤية الوطن نحو ما سيكون عليه هذا الوطن في مُقبل السنوات التي قُنِّن زمنُها, وقُيدت بأفعالها, ومنجزاتها..
شملت هذه الأبعاد الثلاثة الداخل اقتصاداً, وعملاً, وإنتاجاً, وتفاعلاً, وإخلاصاً, وتنوعاً, واستزادةً, واستحداثاً..
فالخارج دولياً علاقات, وتجارة, واستثماراً, وترابطاً ومدَّ جسور, وضخَّ مقدرات, واستعادةَ مكاسب, وتمكينَ هوية, وتعضيدَ مكانة..
وأمة إظهار دور هذه البلاد, بمكانتها الإسلامية على مستوى الاهتمام بتاريخها, وإسلاميتها, وحرَميْها, وتراثها, وحضاراتها, وقاصديها حجَّاً واعتماراً, وسائحيها, ومريديها عملاً وانتفاعاً..
يوم أمس البهي, في هذه المعمعة التفاعلية المنتجة, الفاعلة, اليقظة, الصادقة لا مكان لمتقاعس, ولا لفاسد, ولا لراكد, ولا ليدٍ لا تمسك بفسيلة من فسائل هذا الزرع فتغرسها..!!
خلف هذه الأبعاد لهذه الرؤية سلمان بن عبد العزيز, قائد حكيم, رجل دولة, وإدارة, وحكمة, وقرار, وتمكن, وبصيرة..
فتح لتاريخ هذا الوطن على التجديد ببصيرة نافذة, فكان أن اختار لها محمداً بن سلمان نموذجاً متميزاً من شباب الوطن, وهو بكل ما وُهب من طموح, وحماس, ومعرفة, وجلد, وبعد نظر, وقدرة على احتواء تفاصيل الرؤية, وقدرة العمل لترسمها, وللعمل لها, استطاع إيصالها بشفافية مميزة ومفرحة لكل الوطن..
يوم أمس, من أيام تاريخ الوطن لن تغفل عنه سطور المسيرة النامية له, ذلك لأنه قلب على الجمود الطاولات, وأخذ بالغراس فوقها كي ينهض في عين الشمس بجذوره, وثماره..
أجدني قد ذكرت في مقالة الأمس ما تطمح له تفاصيل هذه الرؤية على مستويات المسؤوليات باختلافها, وأدوارها, تنفيذاً, وتمكيناً, في جميع المجالات بدءاً بالواحد, والكل, والفكر والمنهج, والخطة, والتطبيق, والإنتاج, والمتابعة, والتقويم, والتقييم, ليأتي حصاد «الرؤية» في أوقاتها المقننة وقد تحقق منه الكثير إن لم يكن كله.
وفَّق الله الجميع, وأدام للوطن أفراحه.