جاسر عبدالعزيز الجاسر
أسهم تدخل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وقبل ذلك البيان الصارم لمجلس الأمن الدولي في إنقاذ المشاورات اليمنية الجارية في دولة الكويت بين وفد الشرعية والانقلابيين والتي شهدت قبل أن يرضخ الانقلابيون لما وصفه مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ من جدول أعمال يتركز على بحث مسار العودة إلى العملية السياسية بعد إنجاز استحقاقات المحاور الأربعة الأخرى والتي اقترحها المبعوث الدولي، والتي أكَّد عليها مجلس الأمن الدولي في بيانه الأخير وهي انسحاب المليشيات والجماعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة، والترتيبات الأمنية الانتقالية، واستعادة مؤسسات الدولة وتشكيل لجنة خاصة بالمعتقلين والسجناء.
ومثلما أوضح ممثّل الأمم المتحدة بأن إنجاز هذه الاستحقاقات التي تضمنها القرار الدولي 2216، ليس فقط سيعزِّز الثقة بين المتحاورين في الكويت، بل سيظهر فريق الانقلابيين من الحوثيين وجماعة الرئيس المعزول علي عبدالله صالح، بأنهم مؤهلون للمشاركة في العملية السياسية وفق حجمهم السياسي وليس الحجم الذي تضخم بسبب استيلائهم على أسلحة الدولة ومؤسساتها.
وهكذا وبعد قرابة الأسبوع الذي حاول فيه وفد الانقلابيين فرض أجندتهم التي لم تتغيّر والتي تتمثّل في فرض واقع احتلالهم للمدن وحصارها والسيطرة على مؤسسات الدولة، إذ كانوا يقولون في الأيام التي سبقت انصياعهم للمسار الصحيح للمفاوضات أنهم جاؤوا فقط من أجل وقف تحليق الطيران، والهدف هو تحييد طيران التحالف العربي الذي دعم جهود الجيش اليمني الوطني والمقاومة الشعبية، وهذه الأقوال ورغم وقاحتها حاول المبعوث الدولي أن يوضح في لقاءاته مع وفد الانقلابيين استحالة تنفيذ مطلبهم هذا، خاصة بعد أن ضاق المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي بما يقومون به، وهو ما ترجمه بيان مجلس الأمن الدولي، وخصوصاً أن وضعهم على الأرض لا يسمح لهم بوضع شروط لانخراطهم في مفاوضات هدفها إنقاذ من المصير الذي ينتظرهم وبالذات بعد سقوط ادعاءاتهم بأنهم يشكّلون سداً لتمدد إرهاب القاعدة وداعش، وأنهم وحدهم القادرون على هزيمة الإرهاب في اليمن، رغم افتضاح أمرهم ودورهم في دعم مليشيات القاعدة في اليمن، وبعد نجاح الجيش الوطني وبدعم من القوات السعودية والإماراتية في تطهير محافظتي أبين وحضرموت من القاعدة جعلتهم مكشوفين بعد نزع آخر ورقة كانوا يسترون بها عورة عمالتهم لملالي إيران.
وهكذا لم يتبق أمام وفد الانقلابيين إلا الانخراط في مفاوضات جادة بعد أن مهّد لهم أمير دولة الكويت عودة تحفظ ماء وجههم بعد الموقف الصارم لمجلس الأمن الدولي والإنجازات التي تتحقق أمنياً وعسكرياً في اليمن من قبل الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي.