سام الغُباري
السجن جميل، لكنه ظالم.. تستطيع أن تعرف الله جيداً، وتثق أنه وحده لا سواه من سيدفعك إلى الحرية، في مساء اليوم العالمي لحرية الصحافة حضر الحوثيون وأنصار المخلوع صالح بكل جرأة إلى فعاليات الملتقى الإعلامي العربي الذي يناقش حقوق التعبير وتحديات الإعلام الجديد!.
- هؤلاء القادمون من مدونات التواصل الاجتماعي على أنهم عمالقة الصحافة الورقية والتلفزيونية، يواجهون عالماً آخر لا يعرفهم ولايعترف بهم، يتوزعون لإقناع الصحافة العربية أنهم دُعاة سلام، ويدهم بيضاء، إلا أن سؤالاً بريئاً واحداً عن مصير عبدالله المنيفي و عبدالخالق عمران أووحيد الصوفي وأربعة عشر صحفياً مُقيدون بوقاحة في زنازن الانقلابيين كافية للتعرف على الحياء المُراق في وجوه إعلاميي وفد السوق السوداء الذين يأكلون لحوم زملائهم !.
- لنبدأ من الأزرق «أحمد عبدالرحمن»، عيناه تشبهان البحر الأحمر، عميق وحاقد، يبتلع أقرانه الإعلاميين، فلا يسأل عنهم في الميادين التي دفعته إلى واجهة المشهد التلفزيوني في حوارين بارعين مع الرئيس اليمني المخلوع، ومنه إلى «عابد المهذري» الطويل الذي يتصنع القسوة، كان فتى صعدة المدلل، وخطاطها الجميل، منحته صعدية الحوثية موقعاً مُـقرباً من قيادات الصف القبلي داخل المكون الحوثي الصلف، ومع ذلك لم يُفلح في تقديم نفسه كحوثي متميز، واكتفى بالبحث عن مصادر الدخل التي تؤمنها الجنسية الصعدية !.
- وإلى عبدالإله المروني وقد أسرّ لي - وأنا الذي لا يحفظ الأسرار - بقلقه من استهداف الحوثيين في محافظات مثل إب وصنعاء وذمار، وهو يهز رأسه موافقاً أن صعدة ورطت الحوثيين في كل منطقة، وأكسبتهم عداءً مفرطاً يستحيل نسيانه بسهولة، محاولاً التبرؤ من حضوره إلى الكويت، وقال «لقد جئت صُـدفة» !، ويا ما أحلى الصُدف !، ومنه إلى رئيسهم ذي الأنف الأفطس الذي يُشير إلى حُمق واضح وبراءة مصطنعة وفي داخله خُـبث «حوث» التي ينسل منها، واسمه محمد عبدالقدوس، لا أحد يعرفه إلا أنه حوثي متعبد في محراب سيدهم الناطق، أما حجاب الله عليه وياسين «أسامة ساري» فما زلت أتذكر كيف كان يغسل القات والمتافل لرئيس تحرير صحيفة الثورة علي ناجي الرعوي بكل نشاط، وكانت تلك الطريقة الوحيدة التي يجيدها لإبقائه في مؤسسة الثورة المختطفة، ومع أن تلك الوظيفة كانت فرصة ثمينة للاستفادة من خبرات الصحفيين العمالقة ليصبح أحدهم، إلا أنه لم يُتقن سوى الغسيل، انتقل من كيس الرعوي إلى حذاء محمد عبدالسلام، واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.!، أما البيروتي عبدالحافظ مُـعجب، فلن أتحدث عنه.. يكفيه صمتي !، وهناك حاد غبي يعتقد أنه أرسطو الصحافة، واسمه أحمد غيلان، لم يسمح له «يحيى صالح» بالحضور إلى مقيله، وظل في بابه، وهو اليوم في باب الحوثيين لم يدخل، ولن يدخل.. مكانه بجوار كلب الحراسة ينبحان معاً.
وأما الغبي الذي يشبه «دامبي» في حلقة الكارتون وهو قصير القامة لم أعرف اسمه، يبتسم بتودد فقيه محتال، محاولاً الظهور كمايسترو علاقات عامة !، مثيرون للشفقة !.. وفي نهايتنا نختتم بنبيل الصوفي الذي كان حُجتنا، فوقع عليه غضب، وأصابته دعوة بريئة صادفت السماء فاستجاب لها رب العالمين، صار على إثرها تائهاً، ولم يعد نبيل الذي نعرف، وقد أفقدته الحوثية صوفيته وعبقريته، قلت له «ستحل عليك لعنتهم»، ابتسم واختفى في شيراتون الكويت، يحاول «نبيل» الذي كان رئيساً لتحرير الصحيفة الإخوانية الأولى في اليمن اصطياد قناعة السلام من عيون الميليشيا، يُلون الرصاصات ويدعو لحل سياسي مع «مهدي المشاط» !.
-في نهاية النهار الذي احتجبت فيه شمس الكويت عن اليوم العالمي لحرية الصحافة، لم يغادر زملاؤنا الصحفيون الأربعة عشر سجون الحوثيين البُغاة الذين قضوا على الصحافة وحرية التعبير، وقتلوا صحف اليمن وصحفييها، وتعددية السنوات الماضية.
- لقد علمتنا جيداً أيام الصراع مع كهنوت الإمامة معنى الدولة التي فرطنا بها، وكأن الجميع كان على موعد مع قدر التلوث الذي أصاب سماء اليمن، وباء الحوثيين الحاقدة التي استفادت من غيظ الرئيس المخلوع وحوّلته إلى أسير مُـصارع في مهرجان روماني لاستعراض قدرات العبيد.
.. زملائي الأعزاء في سجون الحوثيين..
.. تحية طيبة وبعد،
أنتم وسام شرفنا، ورجال الكلمة، وعنوان فخامة الأبطال، أنتم أصل قحطان، وعبق هذه الأرض الطيبة، وألوان قوس قزح، بكم وبنضالكم وتضحياتكم تتحرر اليمن التي تنتظر ولادة ثورة جديدة تُنهي ما بدأه أحرار 26 سبتمبر 1962م المجيد، كل الظلم الذي يصطاد حريتكم لن يظل طويلاً، فيدُ الظالمين مبتورة، وحبل الاستبداد قصير.
.. وإلى لقاء يتجدد