د. خيرية السقاف
قلمُك مدادُ جوفِكَ، رَسْمُ حرفِه وسْمُ فكرِك...
فكرُك مكنونُك، كلُّ تفاصيلِك...
حين تكتبُ، يعرفُك الناسُ!!
قد يجهل نفرٌ أن القلم لا ينطق عن فراغ..
وأن الحبر لا يرسم عبثا..
وإن كان عبثاً ما يقول, فهو مكنون من يعبث به,
من يكشف جوفه برسم قلمه..
كل الناس تقول,
لكن من يكتب ما يقول, ويجعل صوتَه قلمَه محاسبٌ,
وأول محكات حسابه ذاته,
حين يعيد قراءة ما كتب, فيصل لما قصد..
فمقاصد الكاتبين براهينُها كلماتُهم,
وحروفُهم تفاصيلُها,
خطابُهم فيها لمن, غايتهم منها لماذا, دافعهم إليها ما, مبررهم لها لعلَّ ..
كل ذلك من الأسباب, والدوافع, لا تنجيهم حين السقوط,
كما لا تطهرهم حين التراجع..
لكنها تُعليهم حين تكون الأسباب تكافئ الدلالات, تعزز المقاصد, تشع عن جوف نوراني..
فسقيا الأقلام من نبع الذات..
والإنسان الذي يجاهد ذاته يسمو بصفو مداده,
بإشراقة كلماته, وتفاصيل مكنونه..
إنه هو من يبسط هذا الصفاء بين أيدي المتلقين ليروا هذا المكنون,
فيعرفوه !!