أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
فَذْلَكَة:
قال أبو عبدالرحمن: بَيَّنْتُ في السَّبْتِيَّةِ السابِقَةِ : (أن الحديِثَ الضعيفَ الذي ليس في إسنادِهِ الْـمُتَصِلِ كَذَّابٌ يضع الحديث ، أو يَسْرِقُ الْـمَتْنَ والإسناد مِن الوضَّاعين: على التَّوقَّفِ)؛ وأما روايَةُ الكذَّابِ أو سارِقِ الإسنادِ: فَمَتْنُها مكذوبٌ ظَهرَتْ شواهِدُ بطلانِ نِسْبَتِهِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.. وأَمَّا قولُ مَن يقولُ: ((قَدْ يَصْدُقُ الكذوب)): فذلك مِن مُعَاباةِ السُّكارَى الطافحين الذين يرون (الديكَ حِـماراً)؛ لأنه ما كان كذوباً إلا لأنه لَـمْ يُـجَرَّبْ على راوِيه صِدْقٌ؛ ولأنَّ الكذوب قد يُسَوِّقُ كَذِبَه بالصِّدقِ مرةً أو مَرَّاتٍ؛ والكَذِبُ هو ما لَـمْ يُخالطْه صِدْقٌ بمفهومِ اللغةِ ، وهو عند التأصيلِ ما خالَطَهُ صِدْقٌ للترويج؛ لأن ذلك معروفٌ بالتَّجْرِبَةِ مِن أحوالِ الكذَّابين.. وإذِنِ فليقولوا : ((قد يكذِبُ الصدوق))؛ ومِن ثَمَّ فَلْيُعَطِّلُوا الأخْذَ بأخْبارِ الصادقين.. والقولُ في هذا بعكْسِ ما ذكرتُه عن (قد يَصْدُقُ الكذوب).. ثُمَّ أيْنَ هؤلاء عن كفالة الله بأنه حافِظٌ دينَه، ولم يجعلْ حِفْظَه إلى الْـبَشَر كالذين اسْتُحْفِظُوا كتابَ الله من أهلِ الكتاب فضيَّعُوه؟.. وأيْنَ هَمْ عن ثناء الله على الصادقين والعدولِ، وإيجابِه الأخْذَ عنهم، وماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!.. ومعنى كونِ الحديثِ الضعيف على التوقُّفِ: أنَّه لا يَدُلُّ على عِلْمٍ ، ولا على عَمَلٍ؛ لأن مَتْنَهُ مُتَكافِؤٌ ليس الأخْذُ بِصِدْقِهِ بأوْلَى مِن الأَخْذِ بِكَذِبه.. وأما قولُ الجمهورِ ((يُؤْخَذُ بالحديثِ الضعيفِ في الرقائِق وفضائِل الأعمال)): فمن أَسْخَف تأصيلٍ مَرَّ بِـي، وليس له نصيبٌ مِن المعقول ، ولا مِن هدايَةِ الشَّرْعِ؛ فلا رقائقَ إلا ما ثبتَ بالشرع أنه من الرقائقِ ، ولا فضائلَ إلا ما ثبت بالشرع (ومن براهينِ الشرع ما ثبتَ بضرورةِ العقلِ من مصدرِهِ الْـحِسِّي الذي أوجب الله الاهتداءَ به من الأنفس والآفاق)؛ فما كان ثابتاً من الرقائقِ والفضائل بالبرهان: فالْـمُتَّبَعُ البرهانُ لا الحديثُ الضعيفُ؛ والعالِـمُ المسلم يَسْتَنبطُ الحكم من البرهانِ ولا يُؤَسِّسُه؛ ودينُ الله كافِ وافٍ لَـمْ يكلْ الله كمالَه إلى اقتراح البشر.. وأما الحديث الضعيفُ الذي ليس في إسنادِه كذابٌ ولا سارِقٌ أسانيدَ الكذابين: كالمعروف بالنسيان والخلط مِمَّن أدْرَكَتْهُ غَفْلَةَ اصالحين فَخَلَطَ: فذلك يَتَقَوَّى بإسنادٍ آخرَ مَثْلِه، وَيَصِفُهُ أهْلُ الْـمُصْطَلَحِ بالحديث الحسن؛ فإن ثبَتَ بأسانيدَ مِثْلِه : فذلك هو ما يُسَمُّونَه (الصحيحَ لِغَيْرِهِ).. وَكَمْ من حديث كهذا استفاض؛ فَبَلَغَ حَدَّ التواتر؛ فكان أقوى ثبوتاً من خَبَرِ الآحادِ الصحيحِ؛ وكلٌّ حَقٌّ إلا خَبر الواحِدِ الصحيح إذا عارَضَه مِثْلُه واستحال الجمع بينهما؛ فهُما على التَّوَقُّفِ؛ لأنَّ الله حَرَّمَ علينا قَوْلَ ما ليس لنا به علم ، وحرَّم علينا جَحْدَ ما لنا به عِلْمٌ؛ ويجْمع هذين الأمرين قولُه سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [سورة الإسراء/ 36]، وقَوْلُه تعالى عَمَّن لعنهم الله (فرعونُ وقومُه): {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ} [ سورة النمل/ 14].
قال أبو عبدالرحمن : وأعودُ إلى ما وقفتُ عنده في السبتية السابقةِ؛ فأقولُ وبالله سبحانه وتعالى التوفيق:
سادِساً: وإذْ تبيَّن أنَّه لا حُرِّيَةَ مُطْلَقَةً في كون الله؛ بل كلُّ حُرٍّ مِن شيءٍ فهو عبْدٌ لشيءٍ آخَرَ لا مَفَكَّ مِن ذلك في تَجْرِبَه الْبَشَرِ : فإنهم في الأصْلِ كلُّهم عبيدُ اللَّـهِ.. إلا أنهم على قِسْمين: هما عبيدُ التكريم؛ وهم الْـمُؤْمنونَ الذين استجابوا لِرَبِّهم، وامْتَثَلُوا ما أمرهم به ربهم إذْ جَعَلَ طاعَتَهَمْ له بِحُرِّيَتهم: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا} [ سورة الكهف/ 29].. وعَبِيدُ الذِّلَةِ والصَّغار؛ وهؤلاءُ هم الكفرة الذين اختاروا الكفر؛ لِـما جعل الله لهم مِن قُدْرَةٍ وحُرِّيَّةِ اخْتيارٍ للإيمان أو الكفر؛ فهم لَـمَّا كفروا : كانوا عَبِيدَ الذِّلَةِ والصَّغار لا مَرَدَّ لَـهم عن قضاء الله فيهم من مَرَضٍ أو فَقْرٍ.. إلخ ، وهم مَيِّتون حَتْماً في الأجَلِ الْـمُسَمَّى الذي حَدَّدَه الله لهم لا يستقدمون عنه ساعة ولا يستأخِرون ، مُباشرون عَذابَ البرزخِ ولا بُدَّ (جعل الله قبورنا روضاتٍ من روضاتِ الجنةِ)، عائدون إلى رَبِّهم عند قيام الساعةِ مُسَبِّحون بحمد ربهم تسبيحَ إذلالٍ وصغارٍ يُسَاقون إلى عذاب جهنم خالدين فيها إلا ما شاء ربك؛ وما هُمْ عن عذابِ النارِ بغائبين.. يُدَعُّونَ إليها دَعّْاً بينما المؤمنون يُحْشَرُونَ إلى الرحمان وَفْداَ ، وتقول لهم ملائكة الرحمن عليهم سلام الله وبركاته: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)، وتقول لهم: (نحنُ أوْلياؤكم في الدنيا وفي الآخرة)؛ لأن الله سخَّرهم لذلك بُشْرَى للمؤمنين؛ ذلك أنَّ المؤمنين قابلوا ما قضاه الله فيهم مِن مرض وفقرٍ.. إلخ بالصَّبْرِ والرضا والشكر: إنْ أَذْنبوا اسْتغْفَروا، وإن أُعْطوا شكروا ، وإنْ أُصيبوا صَبَروا وشكروا أيضاً؛ لأنهم يعلمون أنَّ ما أصاب الْـمُسْلِمَ من وصبٍ أو همٍّ وغمٍّ ولو كانَ شوْكَةً يُشاكُها: فهو تطهيرٌ وتكفيرُ ذنوبٍ، ومضاعَفَةُ حسناتٍ؛ فيرونَ ذلك نِعْمَةً من رَبِّهم؛ فيشكرونه، ويُـخْبِتون، ويحمدون رَبَّهم إذْ جَعَلَ ما أصابَ مِنْهم على قَدْر تَحمُّلُهم؛ فيمنحهم الله الصبر والرِّضا والسَّكِينة؛ وإذا أَحَبَّ الله عَبْدَهُ ابتلاه بالمصايبِ؛ لِيُطَهّرَه من المعايبِ.. والكافِرُ يَجْزَعُ مِن أدْنَى بلاء وَيَسْخَطُ، ويزدادُ كُفْراً على كفرٍ؛ ليزداد إثْماً؛ فسبحان ربي الخلاقِ الحكيمِ القديرِ إذا أراد شيئاً فإنما يقول له: (كنْ فيكون)؛ وهو الغنيُّ الحميد.
سابِعاً : أنَّ الْـمُؤْمِنَ يَتَشَرَّفُ بعبوديَّتِه لربِّه؛ لأنه يعلم : أنَّ عبودِيَّتَهُ لِربِّه حُرِّيَّةٌ مِن الْـعُبُوْدِيَّةِ لغيرهِ مِمَّن لا يملك ضراً ولا نفعاً.. {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [سورة الزمر/ 38] .. وهم مع هذه يعملون بالأسباب؛ لأنهم يَعْلَمُوْن أنَّ الله سبحانه وتعالى هو خالِقُها ومُسَبِّبُها؛ ولكنَّهم لا يَتَوَكَّلُوْنَ عليها؛ لأنَّ تَرْكَ فِعْلِ الأسبابِ سَفَهٌ ، ولأنَّ الاعْتمادَ عليها وثَنيَّة.. والإنسان يكون وكيلٌ وكفيلٌ على أداءِ عَمَلٍ مُعَيَّنٍ ، ولكنه لا يقولُ له تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ، ولا أنت الكفيلُ؛ وإنما يقول وَكَّلْتُكَ على هذا الْـعَمَلِ ، وَتَكْفَلُ لي ما فَرَّطْتَ فيه إنْ لم أُسَامِحك؛ ومعاني صِيَغِ كلامِ العربِ: هي الكاشِفَةُ عن المرادِ؛ وهي الْـمُنَبِّهَةُ إلى ما فِيْهِ مَأْخَذٌ وَضُرٌ؛ فلا يتجاوزُ الْـمُتَـكَلِّمُ إلى ما فيه مسؤولِيَّةٌ عليه مِثْلُ اختلالِ الإيمانِ لو قال مَثلاً لِمَن وَكَّلَهُ على عَمَلٍ: (توكَّلْتُ عليك).
قال أبو عبدالرحمن : إلى ههنا اِنْتَهى ما يَتَعَلَّقُ بالحريةِ في مداخلتي على أنني تناولتُ مسألةَ الحريةِ مِن جهاتِ تفريعاتٍ أُخْرى في مناقشتي فَلْسَفَةَ الخواجيِّيِيْنَ الذين بَلْوَروا فلسفَةَ الحريةِ وتناسوا مسألة (الالتزامِ بما انتهى إليه الفكرُ بعد حُرِّيَّتِه في التفكير، وتناسوا أنه لا وُجُودَ لَحُرِّيَّةٍ مُطْلَقَةٍ لا في الفكرِ ، ولا في السلوكِ ، وليستْ الْـحُرِّيَّةُ إلا لربنا سبحانه وتعالى الخلَّاقِ ، لأنَّ الْـحُرِّيَةُ في حقِّ ربنا بمعنى الْـفعَّالِ لما يُرِيدُ.. لا يُسْأَلُ عمّا يفْعَلُ وهم يُسْألُون؛ لأننا لا نعلم إلا يسيراً مما عَلَّمنا، وهو العليمُ الحكيمُ العزيز.. يَفْعَلُ بعلمهِ ، وحكمتِهِ، وإحاطتِه بخلقِه (وكلُّ مَن سِواه فهم خَلْقَهُ) ، ورحمتِه ورَأْفتِه ، وهو أعْلَمُ بما يَصْلُحُ للكائناتِ ويُصْلِحَها.
قال أبو عبدالرحمن: وكنتُ أعددتُ لمحاضرتي بعناصِرَ مُوْجِزَةٍ في وُرَيْقَةٍ؛ لأتناول تَفْسِيْرَ عددٍ مِن آياتِ القرآنِ الكريمِ ذاتِ دلالاتٍ باهِرةٍ رُبَّما غفل عنها بعضُ فحولِ الْـمُفَسِّرِين، وكنت أُرِيْدُ تناوُلَ آياتٍ من سورة الحشرِ ذاتِ دلالَةٍ على ما يُسَمِّيْه بعض بلاغِيّْيِيْ العصرِ (الإلحاحَ على الصُّورَةِ).. إلا أنني أعاني مِن نسيانٍ عنيفٍ لَعَلَّه بدايةُ (زهايْمَرْ)؛ وإنني لَمُتَوَكِّلٌ على ربِّي؛ وهو نعم المولى ونعمَ الوكيل؛ لهذا أذكر الآن شيئاً مِمَّا نسيته: قال ربي سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} [سورة الحشر/ 11 - 12]؛ فهؤلاء المنافقون الفجرةُ يُظاهرون كَفَرَةَ يهودَ الأراذِلَ الذين لا يُقاتلون إلا من وراء جدارٍ ، بأسُهم بينهم شديد تحسبُهم جميعاً وقلوبُهم شَتَّى.. وهكذا هم الآن وراءَ الجدارِ العازِل، وقد أدركتُ بعض شيوخي من العوامِّ ذوي الْـفِطْرَةِ رضي الله عنهم يزعمونَ : أن يهودَ لا تجيدُ الضربَ بالسيف؛ وإنما تطعَنُ به؛ لأن الله غَلَّ أيدِيْهِم عُقُوْبَةً لهم لَـمَّا قالوا:(يَدُ الله مَغْلُولَة) عليهم لعائنُ الله تترى.. والواقِعُ أنهم جُبناءُ وَحَسْبُ يَتَجَمَّعُوْنَ على الطِّفْلِ الواحِدِ مِن أطفالِ الحجارة؛ لِيَقْتُلُوْهُ طَعْناً ، وطالما قَتَلَ الطفلُ منهم جبناءَ رضْخَاً بالحجارِة التي لا يملك غيرها،أو يفترسُ الطِّفْلُ اليهوديَّ الجبانَ؛فيأخُذُ منه سكِّينه ويقتله بها طعناً.. والْـمُهِمُّ ههنا عن (الإلحاحِ على الصورةِ)؛ فههنا رجاءُ المنافقين مِن جهاتٍ ثلاثٍ على التوالي (؛وتلك الجهاتُ الثلاثُ هي الصورة): بأنهم سيخرجون مع يهود للقتالِ؛ وما كانوا منافقين إلا أنَّهم يَخْشَوْن بأس المسلمين أعْظمَ من رهبتهم من الله؛ فأكذبهم الله بأنهم لنْ يخرجوا للقتال؛ وبالتَّنَزُّلِ في الاستدلال: لو قاتلتْ يهودُ المسلمين فلن ينصرهم المنافقون؛ وبالتَّنَزُّلِ في الاستدلال أيضاًلو ناصر المنافقون يهودَ في القِتال : لَوَلَّوا الأدبارَ ثم لا يُنْصَرُون.. و(ثُمَّ) على التَّراخي: أي لا يُنْصَرُون أبداً ما دامُوا يُحاربون المسلمين؛ وهذا واقِعٌ مُشاهَد كما في يوم (الأحزاب)؛ وإلى لقاءٍ عاجلٍ قريب في السبتية القادمة إن شاء الله تعالى، والله المستعان.