جاسر عبدالعزيز الجاسر
يرفع صفويو ملالي إيران شعار المظلومية، لتحريك الشيعة العرب في العراق وفي لبنان وسوريا، وحتى في اليمن والبحرين، لدعم مخططاتهم التوسعية، وإعطاء مبرر لتدخلاتهم في الشؤون الداخلية للدول العربية، من خلال تقديم عملائهم كمتحدثين عن هؤلاء المواطنين العرب، الذين ينتمون إلى أوطان عربية يدينون لها بالولاء، فعملوا على تشتيت ولائهم الوطني بالعمل على نشر الفتن الطائفية، وجعلوا المواطنين من الشيعة العرب يرتبطون بما يسمى بوكلاء المراجع الشيعية المكلفين بتسلم الخُمس والزكاة وغيرها من الأتاوات التي تجبى من الشيعة العرب وترسل إلى قُم، والتي تُرسل جزء منها لعملائهم في الأقطار العربية لتمويل برامج التشيع الصفوي، والصرف على المليشيات الطائفية، ودعم الأحزاب الصفوية المرتبطة بملالي إيران. وقد تحولت مكاتب تلكم الوكلاء إلى مراكز ضغط على بعض الحكومات العربية، إذ يقوم وكيل المرجع الشيعي بتحريك مقلدي ذلك المرجع وفق ما يرده من تعليمات من قم وطهران، وقد اكتشفت حكومة مملكة البحرين أن وكيل المراجع الشيعية كان المحرض الرئيس للاضطرابات والعمليات الإرهابية التي شهدتها مدن وقرى مملكة البحرين، ورغم أن ذلك الوكيل الذي قَدِم من إيران وانعمت عليه الحكومة البحرينية بالجنسية البحرينية، إلا أنه خان من أكرموه ومنحوه جنسية البلدهم، فكان مصدراً لبث الإرهاب والفرقة، مما دفع الحكومة إلى سحب جنسيتها وترحيله من البلاد. ومثل هذا الوكيل موجود في العديد من الدول العربية وبالذات في دول الخليج العربية، الذين يعدون أنفسهم ممثلين لملالي إيران، وليس لديهم ذرة ولاء للدول التي يقيمون فيها والتي يحملون جنسيتها. أما في العراق، فالمرجع الأعلى لا يحمل الجنسية العراقية أصلاً ومن يليه في ترتيب المرجعية من أصول باكستانية وأفغانية. أما المراجع العربية فلا أحد يهتم بهم، وهم مهمشون، كالمرجع حسين الصدر والخالصي المنزوي في الكاظمية، والصرخي المحارَب، لمجاهرته بأصوله العربية ومعارضته لولاية الفقيه.
هؤلاء الذين يشيعون شعار المستضعَفين، ويدَّعون الدفاع عنهم فيما هم يستغلونهم ويوظفونهم لتنفيذ مخططاتهم في الدول العربية لترجمة أطماعهم بإلحاق الأقطار العربية بإمبراطورية الصفويين عبر العمل السياسي والحزبي، وهو ما تقوم به الأحزاب الطائفية في العراق، أحزاب الدعوة والثورة الإسلامية ومنظمة بدر والفضيلة وغيرها من تلك الأحزاب التي تحصل على أموال دائمة من طهران مدعمة بمليشيات أشبه بالجيوش النظامية والتي انضوت في منظومة عسكرية بتوجيه من المرجع الأعلى في العراق الإيراني الجنسية ودعوته للجهاد الطائفي تحت لواء الحشد الشيعي، ليتحكم بالعراق ثالوث صفوي رأسه المرجعيات ووكلاؤهم، وضلعاه الأحزاب الطائفية والمليشيات الإرهابية.
أما في لبنان فتكفل الملا حسن نصر الله بتحويل حزب الشيطان إلى منظمة عسكرية إرهابية امتدت أذرعتها الإجرامية إلى خارج لبنان، بدءاً بسورية ووصولاً إلى العراق ودول الخليج العربية، وفي اليمن يقوم الحوثيون بالدور نفسه الذي يؤديه حزب الشيطان، إذ استطاع الحوثيون وبتعاون مع المخلوع علي عبدالله صالح من السيطرة على شمال اليمن بممارسة الإرهاب والإجرام وسلب السلطة الشرعية ونهب أسلحتها، وقد بدأ الحوثيون نشاطهم عبر وكيل المرجعيات قبل ثلاثة عقود، وهو المدعو بدر الدين الحوثي الذي نبش صفحات طُويتْ في تاريخ اليمن ليلونها بطابع مذهبي ويدخل اليمن في دائرة الفتن الطائفية.
كل هذا ولا يزال الصفويون الشيعة يدَّعون أنهم يعيشون في دائرة المظلومية التي يمارسونها ضد المواطنين العرب السنة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ويسعون إلى مدِّها إلى البحرين ودول الخليج العربية.
توظيف سياسي لمذهب لتحقيق مخططات الصفويين الفرس على حساب العرب بما فيهم الشيعة العرب الذين يقاومون هذا التسييس المذهبي المقيت.