د.عبدالعزيز الجار الله
طرحت رؤية السعودية 2030 عوامل عدة للنجاح، لكنها ركزت على العوامل الأربعة الأساسية:
وجود الحرمين الشريفين.
مواردنا الاقتصادية من المادة الخام غير النفط.
العمق العربي باعتبار بلادنا الموطن الأم للعروبة.
الموقع الجغرافي الذي يربط أكبر القارات الثلاث (آسيا، إفريقيا، أوروبا).
هذه المرتكزات الأربعة هي بإذن الله مستقبلنا بعد النفط وحتى بوجود النفط، لكن هناك عوامل أخرى لها نفس التأثير ولا تقل أهمية عما جاء بالرؤية هي:
أولاً: الموارد البشرية ليس فقط في قوى العمل التي يتميز بها سكان الأقاليم الجافة، بل تحمل السلف السابق مسؤولية حمل الرسالة المحمدية للعالم ونشر الإسلام في بقاع الأرض, ضحوا بأرواحهم وأموالهم من أجل نقل الرسالة إلى العالم، والمجتمع الحالي هم من سلالات الأوائل أحفاد من تحملوا مسؤولية نقل الرسالة.
ثانياً: تطل المملكة على واجهات بحرية في البحر الأحمر والخليج العربي بسواحل طولها (3800) كيلومتر. البحر الأحمر طول الساحل (2600) والخليج العربي (1200) كم، وهذا ساعد على إنشاء موانئ بحرية ترتبط بالمحيط الهندي وبحر عمان وبحر العرب وشط العرب جهة شرق المملكة، وإنشاء موانئ تجارية على شواطئ البحر الأحمر ترتبط مع البحر الأبيض المتوسط وبحر العرب والمحيط الأطلسي.
ثالثاً: مكنتها شواطئها الطويلة من أن تتملك مصادر تحلية المياه المالحة وانتاج الطاقة الكهربائية لتغطي مناطق المملكة، مناطق الشرق ومناطق الغرب وتغذي مناطق وسط المملكة.
رابعاً: سمحت طول الشواطئ السعودية بكثرة وتعدد الجزر التي بلغت (1285) جزيرة، نحو (1150) جزيرة على خليج العقبة والبحر الأحمر، (135) جزيرة على الخليج العربي وهي موارد اقتصادية للسياحة وتحلية المياه ومصدر للطاقة الكهربائية ومطارات ومقرات سكانية وإدارية وعسكرية.
إذن المملكة تتكئ على مخزون من الموارد الطبيعية والقيمة الدينية والتاريخ الحضاري والموارد البشرية والخصائص الجغرافية والموقع الاستراتيجي يجعلها تدير اقتصادها مع النفط وحتى إن قل الطلب عليه، ولن تمر بأزمات اقتصادية كبرى إذا تم التخطيط المتوافق مع الرؤية ونفذت البرامج بكل دقة، فارتفاع عوائد النفط المالية في السنوات التي مضت لم يتح لنا التفكير في رسم رؤية طويلة المدى، ومع الانخفاض الحاد وربيع العرب السلبي والحروب في أكثر من عاصمة عربية ودخول قيادات سياسية شابة عجل في العمل على ما بعد النفط، وهذا هو الاتجاه الصحيح.